ناصرة ، يكون المشار إليه بلفظ تلك هذه المذكورات. فيكون معنى الآية : لمّا جلس أرخيلاوس على سرير السلطنة وانصرف يوسف النجّار إلى نواحي الجليل ، جاء يوحنّا المعمدان إلخ ... وهذا غلط يقينا. لأن وعظ يحيى كان بعد ثمانية وعشرين عاما من الأمور المذكورة.
٥٦ ـ الآية الثالثة من الباب الرابع عشر من إنجيل متّى هكذا : «فإن هيرودس كان قد أمسك يوحنّا وأوثقه وطرحه في سجن من أجل هيروديا امرأة فيلبس أخيه». وهذا غلط. لأن اسم زوج هيروديا كان هيرودس أيضا لا فيلبس ، كما صرّح يوسيفس في الباب الخامس من الكتاب الثامن عشر من تاريخه.
٥٧ ـ في الباب الثاني عشر من إنجيل متّى هكذا : «٣ فقال لهم : أما قرأتم ما فعله داود حين جاع هو والذين معه ٤ كيف دخل بيت الله وأكل خبز التقدمة الذي لم يحلّ أكله ولا للذين معه بل للكهنة». فقوله : (والذين معه ولا للذين معه) غلطان ، كما ستعرف في بيان الغلط الثاني والتسعين عن قريب.
٥٨ ـ الآية التاسعة من الباب السابع والعشرين من إنجيل متّى هكذا : «حينئذ تمّ ما قيل بإرميا النبيّ القائل وأخذوا الثلاثين من الفضّة» إلخ ... وهذا غلط يقينا ، كما ستعرف في الشاهد التاسع والعشرين من المقصد الثاني من الباب الثاني.
٥٩ ـ في الباب السابع والعشرين من إنجيل متّى هكذا : «٥٢ وإذا حجاب الهيكل قد انشقّ إلى اثنين من فوق إلى أسفل والأرض تزلزلت والصخور تشقّقت ٥٢ والقبور تفتحت وقام كثير من أجساد القدّيسين الراقدين ٥٣ وخرجوا من القبور بعد قيامته ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين». وهذه الحكاية كاذبة. والفاضل نورتن حام للإنجيل ، لكنه أورد الدلائل على بطلانها في كتابه ، ثم قال : «هذه الحكاية كاذبة. والغالب أن أمثال هذه الحكايات كانت رائجة في اليهود بعد ما صارت أورشليم خرابا. فلعلّ أحدا كتب في حاشية النسخة العبرانية لإنجيل متّى ، وأدخلها الكتاب في المتن. وهذا المتن وقع في يد المترجم فترجمها على حسبه». انتهى. ويدلّ على كذبها وجوه : الأول : إن اليهود ذهبوا إلى بيلاطس في اليوم الثاني من الصّلب قائلين : يا سيد قد تذكّرنا أن ذلك المضلّ قال في حياته : إني أقوم بعد ثلاثة أيام ، فمر الحارسين أن يضبطوا القبر إلى اليوم الثالث. وقد صرّح متّى في هذا الباب أن بيلاطس وامرأته كانا غير راضيين بقتله. فلو ظهرت هذه الأمور ما كان يمكن لهم أن يذهبوا إليه. والحال أن حجاب الهيكل منشقّ ، والصخور متشقّقة ، والقبور مفتوحة ، والأموات حيّة إلى هذا الحين ، وان يقولوا إنه كان مضلّا لأن بيلاطس ، لمّا كان غير راض من