الواقفين عنده أن يضربوه على فمه ٣ حينئذ قال له بولس : سيضربك الله أيها الحائط المبيض. أفأنت جالس تحكم على حسب الناموس وتأمر بضربي مخالفا للناموس؟ ٤ فقال الواقفون أتشتم رئيس كهنة الله؟ ٥ فقال بولس : لم أكن أعرف أيها الإخوة انه رئيس كهنة ، لأنه مكتوب رئيس شعبك لا تقل فيه سوءا. فلو كان القول المذكور صادقا ، لما غلط مقدسهم بولس الذي هو حواري في زعم المسيحيين كافّة من أهل التثليث ، باعتبار الصحبة الروحانية التي تشرّفت بها ذاته على زعمهم. وهو يدّعي بنفسه أيضا المساواة بأعظم الحواريين بطرس ، ولا ترجيح لحضرة بطرس عليه عند فرقة بروتستنت. فغلط هذا المقدس دليل عدم صدق القول المذكور. أيغلط روح القدس؟ وستعرف في الفصل الرابع أن علماءهم اعترفوا هاهنا بالاختلاف والغلط. ولمّا كان هذا الغلط باعتبار الأناجيل الثلاثة فهذا الغلط ثلاثة أغلاط على وفق عدد التثليث.
١٠١ و ١٠٢ ـ في الآية الخامسة والعشرين من الباب الرابع من إنجيل لوقا ، وفي الآية السابعة عشرة من الباب الخامس من رسالة يعقوب : «انه لم تمطر على الأرض ثلاث سنين وستّة أشهر في زمان إيلياء الرسول». وهو غلط. لأنه يعلم من الباب الثامن عشر
من سفر الملوك الأول أن المطر نزل في السنة الثالثة. ولمّا كان هذا الغلط في إنجيل لوقا في قول المسيح ، وفي الرسالة في قول يعقوب ، فهما غلطان.
١٠٣ ـ وقع في الباب الأول من إنجيل لوقا في قول جبرائيل لمريم عليهماالسلام في حق عيسى عليهالسلام : «ويعطيه الربّ الإله كرسي داود أبيه ، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ، ولا يكون لملكه نهاية». وهو غلط بوجهين : الأول : إن عيسى عليهالسلام من أولاد يواقيم على حسب النسب المندرج في إنجيل متّى ، وأحد من أولاده لا يصلح أن يجلس على كرسي داود ، كما هو مصرّح في الباب السادس والثلاثين من كتاب أرمياء. والثاني : إن المسيح لم يجلس على كرسي داود ساعة ، ولم يحصل له حكومة على آل يعقوب ، بل قاموا عليه وأحضروه أمام كرسي بيلاطس ، فضربه وأهانه وسلّمه إليهم ، فصلبوه. على أنه يعلم من الباب السادس من إنجيل يوحنّا أنه كان هاربا من كونه ملكا ، ولا يتصوّر الهرب من أمر بعثه الله لأجله على ما بشّر جبريل أمه قبل ولادته.
١٠٤ ـ في الباب العاشر من إنجيل مرقس هكذا : «الحق أقول لكم ليس أحد ترك بيتا أو إخوة أو أخوات أو أبا أو أمّا أو امرأة أو أولادا أو حقولا لأجلي ولأجل الإنجيل إلّا ويأخذ مائة ضعف الآن في هذا الزمان بيوتا وإخوة وأخوات وأمّهات وأولادا وحقولا مع اضطهادات وفي الدهر الآتي الحياة الأبدية». وفي الباب الثامن عشر من إنجيل لوقا في هذا الحال : «وينال العوض أضعافا كثيرة في هذا الدهر وفي الدهر الآتي حياة الأبد». وهو غلط. لأنه إذا ترك