عهد القضاة ، لأن بني إسرائيل بعد موت يوشع عليهالسلام في عهد القضاة فتحوا بلدة ليث وقتلوا أهلها وأحرقوا تلك البلدة وعمّروا بدلها بلدة جديدة وسمّوها دان ، كما هو مصرّح في الباب الثامن عشر من كتاب القضاة. فلا تكون هذه الآية أيضا من كلام موسى عليهالسلام. قال هورن في تفسيره : «يمكن أن يكون موسى كتب قرية رابع وليث ، لكن بعض الناقلين حرّف هذين اللفظين بحبرون ودان». انتهى. فانظر أيها اللبيب إلى أعذار هؤلاء أولي الأيدي والأبصار كيف يتمسكون بهذه الأعذار الضعيفة وكيف يقرّون بالتحريف وكيف يلزم عليهم الاعتراف بكون كتبهم قابلة للتحريف.
الشاهد الثاني عشر : وقع في الآية السابعة من الباب الثالث عشر من سفر الخليقة هذه الجملة : «والكنعانيون والغرزيون حينئذ مقيمون في البلد» ووقع في الآية السادسة من الباب الثاني عشر من سفر الخليقة هذه الجملة : «والكنعانيون حينئذ في البلد» فالجملتان المذكورتان تدلّان على أن الآيتين المذكورتين ليستا من كلام موسى عليهالسلام. ومفسّروهم يعترفون بالإلحاق. وفي تفسير هنري واسكات : «هذه الجملة والكنعانيون حينئذ في البلد وكذا الجمل الأخر في مواضع شتّى ملحقة لأجل الربط. ألحقها عزرا أو شخص إلهامي آخر في وقت جمع الكتب المقدسة» انتهى. فاعترفوا بإلحاق الجمل وقولهم : (ألحقها عزرا أو شخص آخر إلهامي) غير مسلم ، إذ ليس عليه دليل سوى ظنهم.
الشاهد الثالث عشر : قال آدم كلارك في المجلد الأول من تفسيره في أول الباب الأول من سفر الاستثناء في الصفحة ٧٤٩ : «الآيات الخمسة من أول هذا الباب بمنزلة المقدمة لباقي الكتاب وليست من كلام موسى عليهالسلام. والأغلب أن يوشع أو عزرا ألحقها».
انتهى كلامه. فاعترف بكون الآيات الخمسة ملحقة ، وأسند بمجرد زعمه بلا دليل إلى يوشع أو عزرا. أو زعمه المجرّد لا يكفي؟
الشاهد الرابع عشر : الباب الرابع والثلاثون من سفر الاستثناء ليس من كلام موسى عليهالسلام. قال آدم كلارك في المجلد الأول من تفسيره : «تمّ كلام موسى على الباب السابق ، وهذا الباب ليس من كلامه ولا يجوز أن يقال إن موسى عليهالسلام كتب هذا الباب أيضا بالإلهام. لأن هذا الاحتمال بعيد من الصدق والحسن ويجعل المطلب كله لغوا ، لأن روح القدس إذا ألهم الكتاب اللّاحق لشخص يلهم هذا الباب أيضا لهذا الشخص. وإني أجزم بأن هذا الباب كان بابا أول لكتاب يوشع عليهالسلام. والحاشية التي كتبها بعض الأذكياء من أحبار اليهود على هذا الموضع مرضيّة قابلة للقبول. قال : إن أكثر المفسّرين قالوا : إن سفر الاستثناء تمّ على الدّعاء الإلهامي الذي دعا به موسى عليهالسلام لاثني عشر