سبطا على هذه الفقرة ، فطوباك يا نسل إسرائيل ليس مثل شعب مغاث بالله إلى آخرها. وإن هذا الباب كتبه المشايخ السبعون بعد مدة من موت موسى ، وكان هذا الباب أول أبواب كتاب يوشع ، لكنه انتقل من ذلك الموضع إلى هذا الموضع». انتهى كلامه. فاليهود والمسيحيون متّفقون على أن هذا الباب ليس من كلام موسى عليهالسلام بل هو إلحاقي ، وما قال : إني أجزم بأن هذا الباب كان أول أبواب كتاب يوشع ، وكذا ما نقل عن اليهود من أن هذا الباب كتبه المشايخ السبعون إلى آخره بلا دليل وسند. ولذلك قال جامعو تفسير هنري واسكات : «تمّ كلام موسى على الباب السابق ، وهذا الباب من الملحقات والملحق. أما يوشع أو صموئيل أو عزرا أو نبيّ آخر من الأنبياء بعدهم لا يعلم بالجزم. ولعلّ الآيات الأخيرة ألحقت بعد زمان أطلق فيه بنو إسرائيل من أسر بابل». انتهى. ما قالوا ومثله في تفسير دوالي وروجرد مينت. فانظر إلى قول هؤلاء : (أعني الملحق أما يوشع) إلى آخر العبارة كيف يشكّون ولا يجزمون؟ وأين قولهم من قول اليهود؟ وقولهم : (أو نبي آخر من الأنبياء بعدهم) بلا دليل أيضا. اعلم انما قلت في الآيات التي نقلتها من الشاهد الثاني إلى هاهنا إنها شواهد التحريف بالزيادة من زيادة الآيات أو الجمل أو الألفاظ فمبنيّ على تسليم ما يدّعي أهل الكتاب الآن أن هذه الكتب الخمس المروّجة تصنيف موسى عليهالسلام. وإلّا فهذه الآيات دلائل على أن هذه الكتب ليست من تصنيفه ، ونسبتها إليه غلط كما هو المختار عند علماء الإسلام. وقد عرفت في الشاهد التاسع أن الناس من أهل الكتاب أيضا قد استدلّوا ببعض هذه الآيات على مثل ما قلنا ، وما يدّعي علماء بروتستنت من أن نبيّا من الأنبياء ألحق هذه الآيات والجمل والألفاظ خاصة غير مسموع ما لم يبرهنوا عليه وما لم يوردوا سندا ينتهي إلى النبي المعين الملحق. وأنّى لهم ذلك.
الشاهد الخامس عشر : نقل آدم كلارك في الصفحة ٧٧٩ و ٧٨٠ من المجلد الأول من تفسيره في شرح الباب العاشر من كتاب الاستثناء تقرير كني كات في غاية الإطناب وخلاصته «إن عبارة المتن السامري صحيحة وعبارة العبري غلط ، وأربع آيات ما بين الآية الخامسة والعاشرة ـ أعني من الآية السادسة إلى التاسعة ـ هاهنا أجنبية محضة ، لو أسقطت ارتبط جميع العبارة ارتباطا حسنا. فهذه الآيات الأربع كتبت من غلط الكاتب هاهنا وكانت من الباب الثاني من كتاب الاستثناء». انتهى. وبعد نقل هذا التقدير أظهر رضاه عليه وقال : «لا يعجّل في إنكار هذا التقرير».
الشاهد السادس عشر : الآية الثانية من الباب الثالث والعشرين من كتاب الاستثناء هكذا : «ومن تولّد من الزنا لا يدخل جماعة الرب حتى يمضي عليه عشرة أعقاب». فهذا الحكم لا يمكن أن يكون من جانب الله ، وما كتبه موسى عليهالسلام. وإلّا يلزم أن لا يدخل