المقدار أو يكون هذا المقدار مشتغلا بحصد الزرع. وأبعد من هذا أن يرى خمسون ألفا الصندوق دفعة واحدة في جرن يوشع على حجر ابل» ثم قال : «في اللّاطينية سبعون رئيسا وخمسون ألفا وسبعون إنسانا ، وفي السريانية خمسة آلاف وسبعون إنسانا ، وكذلك في العربية خمسة آلاف وسبعون إنسانا. وكتب المؤرّخ سبعون إنسانا فقط ، وكتب سليمان الجارچي الربي والربيون الآخرون بطريق آخر. فهذه الاختلافات وذلك عدم الإمكان المذكور تعطينا اليقين أن التحريف وقع هاهنا يقينا فإما زيد شيء أو سقط شيء». انتهى. وفي تفسير هنري واسكات هكذا «بيّن عدد المقتولين في الأصل العبري على طريق معكوس ، ومع قطع النظر عن هذا ، يبعد أن يذنب الناس بهذا المقدار ، ويقتلون في القرية الصغيرة ، ففي صدق هذه الحادثة شكّ وكتب يوسيفوس عدد المقتولين سبعين فقط». انتهى. فانظر إلى هؤلاء المفسّرين كيف استبعدوا هذا الأمر وردّوا وأقرّوا بالتحريف.
الشاهد السادس والعشرون : قال آدم كلارك في شرح الآية الثامنة عشر من الباب السابع عشر من سفر صموئيل الأول : «في هذا الباب من هذه الآية إلى الحادية والثلاثين والآية الحادية والأربعون ، ومن الآية الرابعة والخمسين إلى آخر الباب ، وفي الباب الثامن عشر الآيات الخمسة من أول هذا الباب والآية التاسعة والعاشرة والحادية عشر والسابعة عشر والثامنة عشر والتاسعة عشر ، لا توجد في الترجمة اليونانية ، وتوجد في نسخة إسكندريانوس. انظروا في آخر هذا الباب أن كني كات حقّق أن هذه الآيات المذكورة ليست جزءا من الأصل». ثم نقل في آخر الباب المذكور تقرير كني كات في غاية الإطناب بحيث ظهر منه كون هذه الآية محرّفة إلحاقية. وأنا أنقل عنه بعض الجمل «إن قلت متى وجد هذا الإلحاق؟ قلت : كان اليهود في عهد يوسيفس يريدون أن يزيّنوا الكتب المقدسة باختراع الصلوات والغناء واختراع الأقوال الجديدة. انظروا إلى الإلحاقات الكثيرة في كتاب أستير ، وإلى حكاية الخمر والنساء والصدق التي زيدت في كتاب عزرا ونحميا وتسمى الآن بالكتاب الأول لعزرا ، وإلى غناء الأطفال الثلاثة الذي زيد في كتاب دانيال ، وإلى الإلحاقات الكثيرة في كتاب يوسيفس ، فيمكن أن هذه الآيات كانت مكتوبة في الحاشية ثم دخلت في المتن لأجل عدم مبالاة الكاتبين». انتهى. قال المفسّر هارسلي في الصفحة ٣٣٠ من المجلد الأول من تفسيره : «إن كني كات في الباب السابع عشر من سفر صموئيل يعلم أن عشرين آية ، من الآية الثانية عشر إلى الآية الحادية والثلاثين ، إلحاقيّة وقابلة للإخراج. ويقول : إذا صحّحت ترجمتنا مرة أخرى فلا تدخل هذه الآيات فيها». انتهى. أقول : لمّا كانت عادة اليهود في عهد يوسيفس ، كما أقرّ به كني كات ، وحرّفوا بالمقدار الذي صرّح هاهنا وصرّح في مواضع أخر ، كما سبق نقل بعض أقواله في الشواهد السابقة ، وسيجيء نقل بعضها في الشواهد الآتية ،