آداب الصلاة للكنيسة اليونانية وفي كتاب الصلاة القديم للكنيسة اللّاطينية ، وتمسّك بها بعض القدماء من المشايخ اللّاطينية. وهذان الدليلان مخدوشان. والأمور الباطنية التي تشهد بصدقها ، هذه : الأول : ربط الكلام. والثاني : القاعدة النحوية. والثالث : حرف التعريف. والرابع : تشابه هذه العبارة بعبارة يوحنّا في المحاورة. ويمكن بيان وجهة تركها في النّسخ أن يكون للأصل نسختان ، أو حصل هذا الأمر في الزمان الذي كانت النّسخ فيه قليلة من كيد الكاتب أو غفلته أو أسقطها إيرين أو أسقطها أهل الدين بسبب انها من أسرار التثليث أو صارت غفلة الكاتب سببا له ، كما هي سبب لنقصانات أخر. والمرشدون من كريك تركوا فقرات كانت في هذا البحث. ونظر هورن على الدلائل المرموقة نظرا ثانيا ، فحكم على سبيل الإنصاف وعدم الرياء بإسقاط هذه الفقرة الجعليّة ، وبأنه لا يمكن إدخالها ما لم تشهد عليها نسخ لا يكون الشك في صحتها. وقال موافقا لمارش : إن الشهادة الباطنية ، وإن كانت قوية ، لا تغلب على صبرة الشهادات الظاهرية التي على هذا المطلب». انتهى. فانظر أيها اللبيب ان مختارهم ما هو مختار هورن ، لأنهم قالوا : إن هورن حكم على سبيل الإنصاف وعدم الرياء ، ودلائل الفريق الثاني مردودة كما صرّحوا به.
وما قال هذا الفريق في الاعتذار يعلم منه أمران : الأول : ان الكاتبين المحرّفين والفرق المخالفة كان لهم مجال واسع قبل إيجاد صنعة الطبع وكان مرامهم حاصلا. ألا ترى كيف شاع تحريف الكاتب أو فرقة أيرين أو أهل الدين على زعمهم هاهنا ، بحيث أسقطت هذه العبارة عن جميع النّسخ اليونانية المذكورة وعن جميع التراجم غير الترجمة اللّاطينية وعن أكثر النّسخ اللّاطينية أيضا ، كما ظهر لك من دلائل الفريق الأول؟ الثاني : انه ثبت أن أهل الديانة والدين من المسيحيين أيضا كانوا يحرّفون قصدا إذا رأوا مصلحة في التحريف ، كما أسقطوا هذه العبارة لأجل أنها من أسرار التثليث ، كما أسقط المرشدون من فرقة كريك فقرات كانت في هذا البحث فإذا كان التحريف من العادة الجميلة للمرشدين ، ولأهل الديانة والدين من المسيحيين ، فأيّة شكاية من الفرق الباطلة والكاتبين المحرّفين؟ فيعلم أن هؤلاء المذكورين ما أبقوا دقيقة من دقائق التحريف قبل إيجاد صنعة الطبع. كيف لا وما انسدّ هذا الباب بعد إيجادها أيضا. وأكتفي هاهنا على نقل حكاية واحدة فقط تتعلّق بهذه العبارة.
فاعلم أيها اللبيب ، أن لوطر الإمام الأول لفرقة بروتستنت والرئيس الأقدم من مصلحي الملّة المسيحية ، لمّا توجّه إلى إصلاح هذه الملّة ، ترجم الكتب المقدسة في اللسان الجرمني ليستفيد بها متّبعوه. ولم يأخذ هذه العبارة في ترجمته. وطبعت هذه الترجمة مرارا في حياته ، فما كانت هذه العبارة في هذه النّسخ المطبوعة. ثم لمّا كبر ، وعلم أنه سيموت وأراد طبعها مرة أخرى ، وشرع في الطبع سنة ١٥٤٦ من الميلاد وكان واقفا من عادة أهل