الثانية لبطرس ٤ ـ و ٥ ـ الرسالة الثانية والثالثة ليوحنا ٦ ـ رسالة يهودا ٧ ـ رسالة بولس إلى العبرانيين. وأكدوا ذلك الحكم بالرسالة العامّة ، وبقي كتاب مشاهدات يوحنا في هذين المجلسين خارجا مشكوكا كما كان. ثم انعقد بعد ذلك مجلس آخر في سنة ثلاثمائة وسبع وتسعين ، وتسمى هذا المجلس مجلس كارتهيج. وكان أهل هذا المجلس الفاضل المشتهر عندهم أكستاين ومائة وستّة وعشرين شخصا غيره من العلماء المشهورين. فأهل هذا المجلس أبقوا حكم المجلسين الأوّلين بحاله وزادوا على حكمهما هذه الكتب : ١ ـ كتاب وزدم ٢ ـ كتاب طوبيا ٣ ـ كتاب باروخ ٤ ـ كتاب إيكليزياستيكس ٥ ـ و ٦ ـ كتابا المقابيين ٧ ـ كتاب مشاهدات يوحنا. لكن أهل هذا المجلس جعلوا كتاب باروخ بمنزلة جزء من كتاب أرميا ، لأن باروخ عليهالسلام كان بمنزلة النائب والخليفة لأرميا عليهالسلام ، فلذلك ما كتبوا اسم كتاب باروخ على حدة في فهرست أسماء الكتب. ثم انعقد بعد ذلك ثلاثة مجالس : مجلس ترلو ، ومجلس فلورنس ، ومجلس ترنت. وعلماء هذه المجالس الثلاثة أبقوا حكم مجلس كارتهيج على حاله. لكن أهل المجلسين الأخيرين كتبوا اسم كتاب باروخ في فهرست أسماء الكتب على حدة. فبعد انعقاد هذه المجالس صارت هذه الكتب المشكوكة مسلمة بين جمهور المسيحيين ، وبقيت هكذا إلى مدة ألف ومائتين إلى أن ظهرت فرقة بروتستنت فردّوا حكم هؤلاء الأسلاف في باب كتاب باروخ وكتاب طوبيا وكتاب يهوديت وكتاب وزدم وكتاب إيكليزياستيكس وكتابي المقابيين ، وقالوا : إن هذه الكتب واجبة الردّ ، وغير مسلمة ، وردّوا حكمهم في بعض أبواب كتاب أستير ، وسلّموا في البعض ، لأن هذا الكتاب كان ستّ عشرة بابا. فقالوا : إن الأبواب التسعة من الأول وثلاث آيات من الباب العاشر واجبة التسليم ، وستّة أبواب باقية واجبة الردّ. وتمسكوا في هذا الإنكار والردّ بستّة أوجه : ١ ـ هذه الكتب كانت في الأصل في اللسان العبراني والجالدي وغيرهما ، ولا توجد الآن في تلك الألسنة. ٢ ـ اليهود لا يسلّمونها إلهاميّة. ٣ ـ جميع المسيحيين ما سلّموها. ٤ ـ قال جيروم إن هذه الكتب ليست كافية لتقرير المسائل الدينية وإثباتها. ٥ ـ صرّح كلوس أن هذه الكتب تقرأ لكن لا في كل موضع. أقول : فيه إشارة إلى أن جميع المسيحيين لا يسلّمونها ، فيرجع هذا الوجه إلى الوجه الثالث ٦ ـ صرّح يوسي بيس في الباب الثاني والعشرين من الكتاب الرابع بأن هذه الكتب حرّفت سيما كتاب المقابيين الثاني. أقول : انظروا إلى الوجه الأول والثاني والسادس كيف أقرّوا بعدم ديانة أسلافهم بأن ألوفا منهم أجمعوا على أن الكتب التي فقد أصولها وبقي تراجمها وكانت مردودة عند اليهود وكانت محرّفة سيما كتاب المقابيين الثاني واجبة التسليم ، فأيّ اعتبار لإجماعهم واتّفاقهم على التخالف وفرقة كاتلك يسلّمون هذه الكتب إلى هذا الحين تبعا لأسلافهم؟