يعقوب أنهم قتلوا ذكور أهل البلدة كلهم وسبوا نساءهم وصبيانهم ونهبوا جميع أموالهم. فخطؤهم وظلمهم ظاهر. وخطأ يعقوب عليهالسلام أنه لم يمنعهم عن هذه الحركة الشنيعة قبل وقوعها. وما أخذ القصاص منهم ، وما رد النساء والصبيان والأموال المسلوبة ، وإن كان غير قادر على منعهم ، ورد هذه الأشياء ، وأخذ القصاص. فكان عليه أن يترك رفاقة هذه الظلمة على أنه يبعد كل البعد أن يقتل رجلان أهل البلدة كلهم ، ولو فرضنا أنهم كانوا في وجع الختان.
١٥ ـ في الباب الخامس والثلاثين من سفر التكوين هكذا : «مضى روبيل وضاجع بلها سرية أبيه ، فسمع إسرائيل». فانظروا إلى روبيل ، الولد الأكبر ليعقوب عليهالسلام ، أنه زنى بزوجة أبيه. وإلى يعقوب أنه ما أجرى الحد أو التعزير لا على ابنه ولا على هذه الزوجة. والظاهر أن حدّ الزنا في هذا الوقت كان إحراق الزاني والزانية بالنار ، كما يفهم من الآية الرابعة والعشرين من الباب الثامن والثلاثين من سفر التكوين. ودعا على هذا الابن في آخر حياته ، كما هو مصرح به في الباب التاسع والأربعين من هذا السفر.
١٦ ـ في الباب الثامن والثلاثين من سفر التكوين : «٦ وان يهوذا زوج ابنه بكره عير امرأة اسمها تامار ٧ وكان عير بكر يهوذا رديئا بين أيدي الرب فقتله الرب ٨ وقال يهوذا لابنه أونان أدخل على امرأة أخيك ، وكن معها ، وأقم زرعا لأخيك ٩ فلما علم أونان أن الخلف لغيره ، كان إذا دخل إلى امرأة أخيه يفسد على الأرض لئلا يكون زرعا لأخيه ١٠ فظهر ذلك منه سوء أمام الرب لفعله ذلك ، وقتله الرب ١١ فقال يهوذا لثامار كنته اجلسي أرملة في بيت أبيك ، حتى يكبر شيلا ابني إلخ ١٣ فاعلموا تامار قائلين هوذا حموك صاعد إلى تمنت ليجز غنمه ١٤ فطرحت عنها ثامار ثياب الترمل ، وأخذت رداء ، وتزينت وجلست في قارعة الطريق إلخ ١٥ فلما رآها يهوذا ظن أنها زانية ، لأنها كانت قد غطت وجهها لئلا تعرف ١٦ ودخل عندها وقال لها دعيني أدخل إليك ، لأنه لم يعلم أنها كنته. فقالت له ما ذا تعطيني حتى تدخل إليّ ١٧ فقال لها أنا أرسل لك جديا ماعزا من القطان ، وهي قالت له أعطني رهنا حتى ترسله ١٨ فقال يهوذا أي شيء أعطيك رهنا. فقالت خاتمك وعمامتك وعصاك التي بيدك. فأعطاها لها ودخل عليها فحبلت منه ١٩ وقامت فمضت وطرحت عنها لبسها ورداءها ولبست ثياب ترمّلها ٢٤ فلما كان بعد ثلاثة أشهر أخبروا يهوذا قائلين زنت ثامار كنّتك وهوذا قد حبلت من الزنا. فقال يهوذا أخرجوها لتحرق ٢٥ وإذا هم أخرجوها أرسلت إلى حميها قائلة من الرجل الذي هذه له حبلت أنا ، فاعرف لمن هو الخاتم والعمامة والعصا ٢٦ فعرفها يهوذا وقال تبررت هي أكثر مني لموضع أني لم أعطها لشيلا ابني ، ولكنه لم يعد يعرفها بعد ذلك ٢٧ وكان لما دنا وقت الولادة ، وإذا توأم في بطنها فعند طلقها الواحد سبق وأخرج يده فأخذت القابلة قرمزا