وربطته في يده قائلة هذا يخرج أولا ٢٩ فها ضم يده إليه للوقت وخرج أخوه ، فقالت هي لما ذا من أجلك انقطع السياح ، ولذلك دعت اسمه فارض ٣٠ وبعد ذلك خرج أخوه الذي على يده القرمز فدعت اسمه زارح». هاهنا أمور : الأول ان الرب قتل عير لكونه رديئا ، ورداءته لم تبين ، أكانت هذه الرداءة أشد من رداءة عمه الكبير حيث زنا بزوجة أبيه ، ومن رداءة عميه الآخرين شمعون ولاوي ، حيث قتلا ذكور أهل البلدة كلهم ، ومن رداءة أبيه وجميع أعمامه حيث نهبوا أموال تلك البلدة وسبوا نساءها وأطفالها ، ومن رداءة أبيه حيث زنى بزوجته بعد موته. أهؤلاء كانوا قابلين للرأفة وعدم القتل ، وكان عير قابلا للقتل فقتله الرب؟ والثاني العجب أن الرب قتل أونان على خطأ عزل المني وما قتل أعمامه وأباه على الخطيّات المذكورة. أهذا العزل أشد ذنبا من هذه الخطيّات؟ والثالث ان يعقوب لم يجر الحد ولا التعزير على هذا الولد العزيز ، ولا على هذه الامرأة الفاجرة ، بل لم يثبت من هذا الباب ولا من باب آخر أنه تنغص لأجل هذا الأمر من يهوذا. والباب التاسع والأربعون من سفر التكوين شاهد صدق على عدم تكدره ، حيث ذم روبيل وشمعون ولاوي على ما صدر عنهم ، وما ذم يهوذا على ما صدر عنه ، بل سكت عما صدر عنه ومدحه مدحا بليغا ودعا له دعاء كاملا ورجحه على إخوته. والرابع ان ثامار شهد في حقها يهوذا صهرها بشدة البر ، فسبحان الله ، نعم البار ونعمت البارة الفائقة في البر من البار المذكور. كيف لا تكون بارة شديدة حيث لم تكشف عورتها إلا لأبي زوجها؟ وما زنت إلا بحميها أو حصلت منه بهذا الزنا الواحد ابنين كاملين؟ والخامس أن داود وسليمان وعيسى عليهمالسلام كلهم في أولاد فارض الذي حصل بالزنا ، كما هو مصرح به في الباب الأول من إنجيل متى. والسادس ، ان الله ما قتل فارض وزارح مع كونهما ولدي الزنا ، بل أبقاهما كابني لوط اللذين كانا ولدي الزنا ، وما قتلهما ، كما قتل ولد داود عليهالسلام الذي تولد بزناه بامرأة أوربا. لعلّ الزنا بامرأة الغير أشد من الزنا بزوجة الابن.
١٨ ـ في الباب الثاني والثلاثين من سفر الخروج هكذا : «١ ورأى الشعب أن موسى قد تأخر أن يهبط من الجبل ، فاجتمع الشعب إلى هارون وقالوا له قم فاجعل لنا آلهة يسيرون أمامنا من أجل أن موسى ، هذا الرجل الذي أصعدنا من أرض مصر ، لا ندري ما ذا أصابه ٢ فقال لهم هارون انزعوا أقرطة الذهب التي في آذان نسائكم وأبنائكم وبناتكم وائتوني بها ٣ فنزع الشعب الأقرطة التي في آذانهم وأتوا بها إلى هارون ٤ فأخذها منهم وصيرها عجلا سبيكا ، وقالوا هذه آلهتك يا إسرائيل الذين أصعدوك من أرض مصر ٥ فلما نظر هارون ذلك بنى مذبحا أمامه ، ونادى وقال غدا عيد للرب ٦ فقاموا بالغداة وقربوا وقودا وذبائح مسلمة ، وجلس الشعب يأكلون ويشربون وقاموا يلعبون». فظهر من هذه العبارة أن هارون صنع عجلا وبنى مذبحا أمامه ، ونادى وقال غدا عيد للرب. فعبد العجل وأمر بني إسرائيل بعبادته ، فقربوا