وزوجته وبولس وكثيرا من المسيحيّين بأشدّ أنواع القتل ، وكذا أكثر الكفار والحواريين وتابعيهم ، وما أهلكهم الله بالإغراق ولا بإمطار الكبريت والنار وقلب المدن ، ولا بقتل أكبر أولادهم ، ولا بابتلائهم بالأمراض ، ولا بإرسال الملك ، ولا بإرسال الحيّات ولا بوجه آخر.
الأمر الثاني : ان الأنبياء السابقين أيضا قتلوا الكفار وسبوا نساءهم وذراريهم ونهبوا أموالهم. ولا تختص هذه الأمور بشريعة محمد صلىاللهعليهوسلم ، كما لا يخفى على من طالع كتب العهدين. وله شواهد كثيرة أكتفي على إيراد بعضها. / ١ / في الباب العشرين من كتاب الاستثناء هكذا : «١٠ وإذا دنوت من قرية لتقاتلها ادعهم أولا إلى الصلح ١١ فإن قبلت وفتحت لك الأبواب ، فكل الشعب الذي بها يخلص ، ويكونون لك عبيدا يعطونك الجزية ١٢ وإن لم ترد ، تعمل معك عهدا ، وتبتدئ بالقتال معك ، فقاتلها أنت ١٣ وإذا سلمها الرب إلهك بيدك ، اقتل جميع من بها من جنس الذكر بفم السيف ١٤ دون النساء والأطفال والدواب وما كان في القرية غيرهم ، وأقسم للعسكر الغنيمة بأسرها وكل من سلب أعدائك الذي يعطيك الرب إلهك ١٥ وهكذا فافعل بكل القرى البعيدة منك جدا وليست من هذه القرى التي ستأخذها ميراثا ١٦ فأما القرى التي تعطى أنت إياها فلا تستحيي منها نفسا البتة ١٧ ولكن أهلكهم إهلاكا كلهم بحدّ السيف الحيثي والأموري والكنعاني والفرزي والحوايي واليابوسي ، كما أوصاك الرب إلهك». فظهر من هذه العبارة أن الله أمر في حق القبائل الست ، أعني الحيثانيين والأموريين والكنعانيين والفرزيين والحوايين واليابوسيين ، أن يقتل بحدّ السيف كل ذي حياة منهم ، ذكورهم وإناثهم وأطفالهم. وأمر فيما عداهم أن يدعوا أولا إلى الصلح ، فإن رضوا به وقبلوا الإطاعة وأداء الجزية ، فبها ، وإن لم يرضوا يحاربوا. فإذا حصل الظفر عليهم يقتل كل ذكر منهم بالسيف ويسبى نساؤهم وأطفالهم وينهب دوابهم وأموالهم وتقسم على المجاهدين. وهكذا يفعل بكل القرى التي هي بعيدة من قرى الأمم الست. وهذه العبارة الواحدة تكفي في جوابهم عن تقريراتهم الواهية. وقد نقلها العلماء الإسلامية سلفا وخلفا في مقابلتهم ، لكنهم يسكتون عنها كأنهم لم يروها في كلام المخالف ، ولا يجيبونه عنها لا بالتسليم ولا بالتأويل. / ٢ / في الباب الثالث والعشرين من سفر الخروج هكذا : «٢٣ وينطلق ملاكي أمامك فيدخلونك على الأموريين والحيثانيين والفرزانيين والكنعانيين والحوايين واليابوسانيين الذين أنا أخرجهم ٢٤ لا تسجدن لآلهتهم ، ولا تعبدها ، ولا تعمل كأعمالهم ، ولكن خربهم تخريبا ، واكسر أوثانهم». / ٣ / في الباب الرابع والثلاثين من سفر الخروج في حق الأمم الست هكذا : «١٢ فاحذر أن تعاهد البتة سكان تلك الأرض الذين تأتيهم لئلا يكونوا لك عثرة ١٣ ولكن اهدم مذابحهم ، وكسر أصنامهم ، واقطع أنساكهم». / ٤ / في الباب الثالث والثلاثين من سفر العدد : «٥١ مر بني إسرائيل وقل لهم إذا عبرتم الأردن وأنتم