وقد ابتدأت في تأليف هذا الكتاب في اليوم السادس عشر من شهر رجب المنسلك في سنة ألف ومائتين وثمانين من هجرة سيّد الأنبياء والمرسلين صلّى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين. وفرغت منه في آخر ذي الحجة من السنة المذكورة والحمد لله رب العالمين وصار تاريخ ختمه (تأييد الحق برحمة الله ١٢٨٠) فأعوذ بالله من الحاسد الذي لا ينال من المجالس إلا مذمة وذلا ، ولا ينال من الملائكة إلا لعنة وبغضا ، ولا ينال من الخلق إلا جزعا وغما ، ولا ينال عند النزع إلا شدّة وهولا ، ولا ينال عند الموقف إلا فضيحة ونكالا. وأفوض أمري إلى اللطيف الخبير إنه نعم المولى ونعم النصير. وأقول متضرعا ومترجيا ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ، ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين.
هذه فقرات حسبت فكانت كل واحدة منها تاريخ انتهاء تأليف الكتاب أيضا.
١٢٨٠ رحمة الله له كتاب حق
١٢٨٠ هو كشمس الضحى.
١٢٨٠ فيض القدير الوهاب.
١٢٨٠ هو برهان أعظم.
حمدا لمن لم يتخذ ولدا ولم يكن له في ملكه شريك أبدا ، هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وأيده بمحكم كتاب أعجز البلغاء عن أن يأتوا بسورة من مثله ، وصلاة وسلاما على هذا النبيّ الأصيل والسيّد النبيل المبشّر به في التوراة والإنجيل سيدنا محمّد وآله وصحبه الهادين إلى سواء السبيل الدامغين لجيشات الأباطيل. وبعد ، فقد تمّ طبع هذا الكتاب الجليل عديم النظير والمثيل ، المنبئ بتحقيقاته عن معالم اليقين والصدق الحقيق بتسميته بإظهار الحق تأليف مولانا المحقق إنسان عين كل إنسان الأستاذ رحمة الله الهندي ابن خليل الرحمن فلله دره ، لقد أودع فيه مباحث المسائل الخمس المتنازع فيها بين المسيحيين والمسلمين ، أعني النسخ والتحريف والتثليث وحقية القرآن ونبوّة سيّد المرسلين ولعمري أنه لكتاب نفيس من منن علّام الغيوب حقيق بأن يكتب بالتبر على صفحات القلوب معتمد في تصحيحه على نسخ محررة معوّل عليها. وبذا يكون المرجع لدى أهل الحق إليها ولتمام النفع بهذا الكتاب وليحظى منه بكثير الفوائد الأذكياء الأنجاب ، تحلت طرره بأربع رسائل تقر بمطالعتهم العيون ، وتنفي الغواية عن كل قلب مفتون ، إحداها للشيخ رفاعي الخولي وهي مكتوبة بلسان أردو للسيّد عبد الله الهندي ، والثانية لصاحب إظهار الحق وهي خلاصة الترجيح للدين الصحيح ، والرابعة مختصر الأجوبة الجليلة لدحض الدعوات