تسقموا أبدا ، وإن لكم أن تعيشوا فلا تموتوا أبدا ، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا ، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا» (١) رواه مسلم عن إسحاق بن راهويه وعبد بن حميد ، كلاهما عن عبد الرزاق به. هكذا يقول أبو إسحاق ، وأهل العراق يقولون أبو مسلم الأغر ، وأهل المدينة يقولون أبو عبد الله الأغر. وقال أبو بكر بن أبي داود السجستاني : حدثنا أحمد بن حفص عن أبيه عن إبراهيم بن طهمان عن الحجاج هو ابن حجاج عن عبادة عن عبيد الله بن عمرو عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من اتقى الله دخل الجنة ينعم فيها ولا يبأس ويحيا فيها فلا يموت ، لا تبلى ثيابه ، ولا يفنى شبابه» (٢).
وقال أبو القاسم الطبراني : حدثنا أحمد بن يحيى ، حدثنا عمرو بن محمد الناقد ، حدثنا سليم بن عبد الله الرقي ، حدثنا مصعب بن إبراهيم ، حدثنا عمران بن الربيع الكوفي عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن المنكدر عن جابر رضي الله عنه قال : سئل نبي الله صلىاللهعليهوسلم : أينام أهل الجنة؟ فقال صلىاللهعليهوسلم : «النوم أخو الموت وأهل الجنة لا ينامون» وهكذا رواه أبو بكر بن مردويه في تفسيره ، حدثنا أحمد بن القاسم بن صدقة المصري ، حدثنا المقدام بن داود ، حدثنا عبد الله بن المغيرة ، حدثنا سفيان الثوري عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «النوم أخو الموت وأهل الجنة لا ينامون» ، وقال أبو بكر البزار في مسنده : حدثنا الفضل بن يعقوب ، حدثنا محمد بن يوسف الفريابي عن سفيان عن محمد بن المنكدر عن جابر رضي الله عنه قال : قيل يا رسول الله : هل ينام أهل الجنة؟ قال صلىاللهعليهوسلم : «لا ، النوم أخو الموت ، ثم قال : لا نعلم أحدا أسنده عن ابن المنكدر عن جابر رضي الله عنه إلا الثوري ولا عن الثوري إلا الفريابي ، هكذا قال ، وقد تقدم خلاف ذلك ، والله أعلم.
وقوله تعالى : (وَوَقاهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ) أي مع هذا النعيم العظيم المقيم قد وقاهم وسلمهم ونجاهم وزحزحهم عن العذاب الأليم في دركات الجحيم ، فحصل لهم المطلوب ونجاهم من المرهوب ولهذا قال عزوجل : (فَضْلاً مِنْ رَبِّكَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) أي إنما كان هذا بفضله عليهم وإحسانه إليهم كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «اعملوا وسددوا وقاربوا واعلموا أن أحدا لن يدخله عمله الجنة» قالوا : ولا أنت يا رسول الله؟ قال صلىاللهعليهوسلم : «ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل» (٣) ، وقوله تعالى : (فَإِنَّما يَسَّرْناهُ
__________________
(١) أخرجه في الجنة حديث ٢٢ ، والترمذي في تفسير سورة ٣٩ باب ١٠ ، والدارمي في الرقاق باب ١٠٣ ، وأحمد في المسند ٢ / ٣١٩ ، ٣ / ٣٨ ، ٩٥.
(٢) أخرجه مسلم في الجنة حديث ٢١ ، والترمذي في الجنة باب ٢ ، وأحمد في المسند ٢ / ٣٠٥ ، ٣١٩ ، ٣٧٠ ، ٤٠٧ ، ٤١٦ ، ٤٤٥ ، ٤٦٢.
(٣) أخرجه البخاري في الرقاق باب ١٨ ، ومسلم في المنافقين حديث ٧١ ، ٧٦ ، ٧٨.