ملك ملوك طوائف العرب والعجم ، مولي النعم ، ومسدي الخير والكرم ، شاهنشاه المعظّم ، غياث الحقّ والملّة والدين ، أولجايتو خدابنده محمّد خلّد الله سلطانه ، وثبّت قواعد ملكه وشيّد أركانه ، وأمدّه بعنايته وألطافه ، وأيّده بجميل إسعافه ، وقرن دولته بالدوام إلى يوم القيامة ، قد لخّصت فيها خلاصة الدلائل ، وأشرت إلى رءوس المسائل ، من غير تطويل مملّ ، ولا إيجاز مخلّ ، وسمّيتها «منهاج الكرامة في معرفة الإمامة» ، والله الموفّق للصواب ، وإليه المرجع والمآب. ورتّبتها على فصول :
__________________
مات ولا بيعة عليه مات ميتة جاهليّة.
ونلاحظ كيف يحاول عبد الله بن عمر تأويل حديث رسول الله ليتماشى مع مهادنة الظلمة ، فإنّ من الجليّ لكل ذي بصيرة أنّ الإمام الذي يموت من جهله ميتة جاهلية ، هو محيي سنة رسول الله لا هادمها ، وهو ناصر الدين لا مقوضه ، وهو حامي المسلمين لا مستبيح دمائهم وأعراضهم.
أفلا يسأل المسلم نفسه : من هو إمامي في هذا العصر؟ وبمن سيد عوني ربّي يوم القيامة يوم يدعو كلّ أناس بإمامهم؟ وبيعة من أعقد في عنقي لأموت ـ حين أموت ـ على سنة الإسلام ، لا ميتة جاهلية؟
تلك أسئلة حريّ بالمسلم أن يفكر فيها ، وأن يسعى للإجابة عليها. وقد رسم المصنف «قدسسره» في هذا الكتاب الخطوط العريضة للمنهج الأكمل : منهاج الكرامة في معرفة الإمامة. فجزاه الله خير جزاء المحسنين والمجاهدين.
ونذكّر في الخاتمة بأنّ ما أوردناه عن علماء العامّة كان على سبيل المثال لا الحصر ، ونحيل الراغب على المصادر الحديثة للعامة والخاصة.
انظر : معجم أحاديث المهدي ٢ : ٢٤٧ ـ ٢٥٤ ، ملحقات إحقاق الحق ، ج ١٣ ؛ جامع الأحاديث للسيوطي (الجامع الصغير ، وزوائده ، والجامع الكبير) ، ينابيع المودّة.