ما زالَ مُذْ وجَفَتْ فى كل هاجِرَةٍ |
|
بالأشعَثِ الوَرْدِ إلَّا وهو مَهْمُوم |
أى مذ وجَفَتِ الأرضُ بالأشعث والمعنى وجَفَ الأشعثُ الورْدُ بالأرض ويجوز أن يكونَ المصدرَ الذى هو كالزِّلْزال كأنه قال سارَ بنا سَيْرُ هذا المكانِ أو هذا الجملِ فان قلت هَلَّا امتَنع من حيثُ امتَنع سِيرَ به سَيْرٌ ونحو ذلك مما لا زِيادةَ فيه على الفِعل المتقدّم فالقول أنَّ هذا لا يمتنِع لما فيه من التخصيص بالاضافةِ فصار تخصيصُه بالاضافة كتخصيصه بالوَصْف فى قولك سِيرَ به سَيْرٌ شديدٌ* قال ابن جنى* فأما قول الهُذَلى
تَذَكَّرْتُ لَيْلَى يومَ أصبَحْتُ قافِلاً |
|
بِزِيزَاءَ والذّكْرَى تَشُوق وتَشْعَف |
فينبغى أن يكون زِيزاءُ ههنا علَما معرفةً لامتناع صَرْفِها ولو كانت نكرةً لانصرفَتْ لأن فِعْلاءً ينصرف كعِلْباءٍ وقِيقاءً وزِيزاءٍ ـ للارض الخَشِنةُ والزِّيزاءُ ـ الرِّيش والشِّعْر من طِيْمائِه ـ أى من طَبْعه وأصلِه قال الشاعر
* وليس يُعْرَف من طِيمائِه الكَذِبُ*
* قال أبو على* الهمزة فيه للِالْحاق وإنما ذهَب إلى ذلك لأنه جعله من قولهم طامَهُ اللهُ على الخَيْر ـ أى طبَعَه مُبدَلةَ الميمِ من النون التى فى طانَهُ والدِّئْداء ـ ضَرْب من العَدْو فوق الحَفْد والدِّئْداء ـ آخِرُ الليلِ وقيل آخِرُ الشهرِ وإبِلٌ مِعْكاءٌ ـ سمينةٌ ويقال المِعْكاء ـ المَسَانُّ التى لا حَشْوَ فيها والحَشْو ـ الصِّغار
(فُعْلاءٌ وحكمُ همزتِه حكمُ همزة فِعْلاءٍ انما هى ملحِقةٌ له ببناء قُسْطاس كما أن تلك ملحِقةٌ لفِعْلاء ببناء قِرْطاس) الخُشَّاء ـ العَظْم خَلْفَ الأُذن همزته منقلبةٌ عن ياء زائدة ملحِقةٍ كما تقدم والشين الأولى عينٌ بدلالة قولهم خُشَشاء الصَّرْف فى خُشَّاءٍ لا غيرُ لأنه بناء آخرُ غيرُ خُشَشاء ولو كان من صِيغة خُشَشاء لما غُيِّر بالادغام لان ما خرج من أبنية الأفعال إلى أبنِيَة الاسماء نحو سُرَر وجُدَد ومِرَر لا يدغَم ولا يكونُ خُشَّاءٌ فُعَّالا لانها لو كانت كذلك لكانت خُشَشَاء فُعَعالا وهذا ليس من كلامهم والقُوْباء ـ بَثْر يظهرُ بالجسد همزته منقلبة عن ياء مُلْحِقة كما تقدم فى خُشَّاءٍ فان قلت لم لا تجعله فُوْعالا كالطُّومار والسُّولافِ فتكون الهمزة منقلبة عن الواو من قولهم مَقْبُوّ وقَبَّاءٌ ومتَقَبٍ فالذى يمنع من ذلك أنهم قالوا قُوَباء كالعُشَراء ولا يكون فى الكلام