ومما يدخُله الهاءُ على جِهَة الاشتِقاق
قولُهم خُزَرٌ للذكَر من الأَرانِب وعِكْرِشَة للأُنثى وهو كقولهم وَعِلٌ وأُرْوِيَّة فأما الأرْنَب فهو واقِع على الذكَر والأنْثَى وقد غلَب التأنيثُ وهمزته زائدة وقد قدمتُ تعليله ووجْهَ .... (١) فى باب الأَرانِب من هذا الكتاب فأما قوله «فى كِساءٍ مُؤَرْنَبِ» فعلى قوله
* وصالِياتٍ ككَمَا يُؤَثْفَيْنْ*
وكقوله*
فانَّه أهْلٌ لأن يُؤَكْرَما*
وانما الصحيح الآتِى على السَّعَة والاختِيار كِسَاء مُرْنَبٌ كما قال «فى ثِيابِ المَرَانِب» والخِرْنِق ـ ولَدا لأَرْنَب والغالبُ عليه التأنيثُ والضَّيْوَنُ ـ وهو السِّنَّوْر يقع على المذكَّر والمؤنث* قال الفارسى وغيره من النحويِّين* طَيْوَن وانما هو من باب مَكْوَزة ومَرْيَمَ وحَيْوةَ حين قالوا رجَاءُ بنُ حَيْوةَ فى الشُّذوذ والهِر يقَع على المذكَّر ويكسَّران على قِطَاط (٢) وقال انما هو الهِرُّ والسِّنَّور والسِّنَّورة و.... (٣) قليلتان
ومما يقَع على المذكر والمؤنث
الجَيْأَلُ ـ وهى الضَّبُع يقال هى جَيْألٌ أُنْثى وتُسَمَّى الأنثَى جَيْأَلةَ وفى الجَيْأَل ثلاثُ لُغات الجَيْأَلُ والجَيَّل والجَيَلُ فأما قولهم الجَيَّل فقد يجوزُ أن يكونَ من غير لَفْظ جَيْأل وقد يكون من لَفْظه ويكون التَّصرِيف شاذًّا وأما قولهم جَيَلٌ فعلى التخفيفِ القِياسِىِّ ولا يكون على البَدَلِىِّ لأنه لو كان على البدَلِىِّ لوَجَب القَلْب والاعْلال اذ لو كان كذلك لكان بمنزلة ما عَيْنُه ياءٌ مفتوحةٌ مفتُوحٌ ما قبْلَها وتلك تُعَلُّ لا مَحالةَ كمالَ وباعَ وجاءَ فلما وجَدْناهم يقولون جَيَلٌ علِمنا أنه تخفيفٌ قياسىٌّ لان الهمزة مُعامَلة مُعامَلة الثَّبات فكما لم يُعَلَّ الاسمُ والهمزةُ فيه ثابتةٌ والياء ساكِنةٌ كذلك لم يُعَلَّ والهمزةُ محذُوفةٌ والياءُ متحرِّكة اذِ المحذوفةُ فى قِوام المثبتة هنا واذا كانت الهمزة المحذُوفة هُنا فى قِوَام المثبَتة بالياء فالياءُ المتحرِّكة فى قِوَام الساكنةِ وهذا كلُّه تعليلُ الفارسىّ وأنشد الفارسى فى الجَيَّل
__________________
(١) بياض بالأصل
(٢) قوله ويكسران على قطاط كذا فى الأصل وفيه سقط ظاهر كتبه مصححه
(٣) بياض بالأصل