وصل
وممّا يدلّ على أن السماوات أحياء عالمون ، ويوضح ذلك بسرعة أن المانع من قبول الفيض الّذي يكون للأجسام التضاد والتفاسد ، والكثافة الطبيعية الحاصلة عن البعد عن الاعتدال.
وسنبيّن أن الأجسام البسيطة المتضادّة الطبائع إذا تركّبت واعتدلت ازدادت في قبول الفيض والحياة بقدر اعتداله وتوسّطه في المتضادّات ، فما ظنّك بأجرام كريمة صافية دورية الحركات ، دائمة الأشواق ، تترشّح من حركاتها البركات والخيرات على ما دونها.
فكل جرم سماوي فهو حيوان مطيع لله جل وعزّ ، متصرّف في نظام الكون بالتدبير ، متجلّي بقدر قسطه ومرتبته بانتقاش صور الأشياء وأحوالها في لوح نفسه ، ورقيم ذهنه ، وكتاب عقله.
وما في الصحيفة السجادية ، في دعاء الهلال : «أيها الخلق المطيع ، الدائب السريع، المتردد في منازل التقدير ، المتصرّف في فلك التدبير» (١) ، شاهد صدق على ذلك.
وصل
وهل النفس الناطقة الّتي بها حياة السماء تتعلّق بالكوكب أوّل تعلّقها ، وبأفلاكه الكلية والجزئية الّتي بها تتم حركته على ما يأتي بواسطة الكوكب بعد
__________________
(١) ـ الصحيفة السجادية : ١٨٣ ، من دعائه عليهالسلام إذا نظر إلى الهلال.