وتتماسك عليها أبدانكم وبنيانكم ، وجعل فيها ما تنقاد به لدوركم ، وقبوركم ، وكثير من منافعكم» (١).
فصل
وأمّا الهواء ، فمقعّره مضرّس أيضا ، بحسب تضاريس ما فيه من الماء والأرض ، كالأمواج والجبال ، وغيرهما ، ومحدّبه تابع لمقعّر النار ، والنار كروية الشكل ، صحيحة الاستدارة تحديبا وتقعيرا ، إن جعلت عنصرا برأسها ، كما هو التحقيق.
أما تحديبا ؛ فلكونها مماسّة لمقعّر فلك القمر ، الّذي هو صحيح الاستدارة ، وأمّا تقعيرا ؛ فلكونها قوية على إحالة ما وصل إليها من الأدخنة إلى نفسها ، وإن جعلت متكوّنة من الهواء بواسطة حركته التابعة لحركة الفلك ، فهي كرة تامة ، سطحها المحدب صحيح الاستدارة ، والمقعّر اهليجي الشكل ؛ لأنها تتكوّن عند المنطقة أكثر لسرعة الحركة ، وتتدرّج في القلّة إلى القطبين ، وإن لم تتكون في محاذاة جميع أجزاء الفلك ، بل تكوّنت في محاذاة المنطقة متدرجة في القلّة إلى أن تنفذ قبل الوصول إلى القطبين ؛ لبطؤ الحركة حولها جدا ، فلا تتكوّن ، فهي كرة غير تامة ، محدّبها مستدير غير تامّ ، ومقعّرها إهليلجي كذلك ، هذا في المشهور.
قيل : ويحتمل كروية سطحيها مطلقا ، وإن تكوّنت من الهواء ؛ لاقتضاء طبيعتها الميل إلى المحيط أكثر من الهواء.
أقول : إذا كان حدوثها بالحركة فحيث لا يصل أثر الحركة تكون هواء
__________________
(١) ـ كتاب التوحيد : ٤٠٣ ، ح ١١.