وبقدر قبولهم للأثر العلوي.
ويتميّزون عن الأنبياء بالكذب ، وما يدّعونه من المحالات ، وإن اتّفق أن يلزم أحدهم الصدق ، فإنه لا يتجاوز قدره في قوّته ، ويبادر إلى التصديق بأول أمر يلوح من النبي ، ويعرف فضله ، كما روي عن طليحة (١) ، وسواد بن قارب (٢) ، ونحوهما من الكهنة في زمان الرسول صلىاللهعليهوآله (٣).
__________________
(١) ـ وهو : طليحة بن خويلد الأسدي (٢١ ه ـ ٦٤٢ م) : من أسد خزيمة ، متنبّىء ، شجاع ، من الفصحاء ، يقال له : «طليحة الكذّاب» ، كان من أشجع العرب ، يعد بألف فارس ـ كما يقول النووي ـ قدم على النبي صلىاللهعليهوآله في وفد بني أسد ، سنة ٩ ه ، وأسلموا. ولمّا رجعوا ارتدّ طليحة ، وادّعى النبوّة ، في حياة رسول صلىاللهعليهوآله ، فوجّه إليه ضرار بن الأزور ، فضربه ضرار بسيف يريد قتله ، فنبا السيف ، فشاع بين الناس أنّ السلاح لا يؤثّر فيه. ومات النبي صلىاللهعليهوآله ، فكثر أتباع طليحة ، من أسد ، وغطفان ، وطيّىء ، وكان يقول : إنّ جبريل يأتيه ، وتلا على الناس أسجاعا أمرهم فيها بترك السجود في الصلاة ، وكانت رايته حمراء ، وطمع بامتلاك المدينة ، فهاجمها بعض أشياعه ، فردّهم أهلها ، وغزاه أبو بكر ، وسيّر إليه خالد بن الوليد ، فانهزم طليحة إلى بزاخة ـ بأرض نجد ـ وكان مقامه في سميراء ، بين توز والحاجر ، في طريق مكّة ، وقاتله خالد ، ففرّ إلى الشام ، ثمّ أسلم بعد أن أسلمت أسد وغطفان كافّة ، ووفد على عمر ، فبايعه في المدينة ، وخرج إلى العراق ، فحسن بلاؤه في الفتوح ، واستشهد بنهاوند.
أنظر : الأعلام : ٣ : ٢٣٠ ، وسير أعلام النبلاء : ١ : ٣١٧.
(٢) ـ وهو : سواد بن قارب (نحو ١٥ ه ـ نحو ٦٣٦ م) ، الأزدي ، الدوسي ، أو السدوسي : كاهن ، شاعر ، في الجاهلية ، صحابيّ في الإسلام ، له أخبار ، عاش إلى خلافة عمر ، ومات بالبصرة. (الأعلام : ٣ : ١٤٤).
(٣) ـ شرح نهج البلاغة ، لابن ميثم البحراني : ٢ : ٢٢٠ و ٢٢١.