هي هي في عالم الإمكان.
فإذن تأخّر العالم عن المرتبة العقلية لذاته الحقّة ـ جلّ سلطانه ـ تأخّر بالمعلولية ، وهو بعينه التأخّر الانفكاكي عنه سبحانه بحسب وجوده سبحانه في حاقّ الأعيان ، وتقدّمه سبحانه على العالم تقدّما بالعلّية ، بحسب مرتبة الذات هو بعينه التقدّم الانفرادي في متن الأعيان.
وكذلك القول هنالك في التقدّم بالماهية ، بل التقدّم بالذات مطلقا ، فإذن التأخّر بالذات عن الباري الحقّ الأوّل سبحانه مطلقا ، سواء عليه أكان تأخّرا بالمعلولية ، أم تأخّرا بالماهية ، أم تأخّرا بالطبع ، يرجع إلى التأخّر الانفكاكي الدهري ، وتقدّمه جلّ ذكره بالذات مطلقا ، سواء كان تقدّما بالعلّية ، أو تقدّما بالماهية ، أو تقدّما بالطبع ، يرجع إلى التقدّم الانفرادي السرمدي.
قال : وليس يصحّ أن يقاس ما هنالك بالشمس وشعاعها ، وما بينهما من التقدّم والتأخّر بالذات ، بحسب المرتبة العقلية والمعيّة في الوجود ، بحسب متن الأعيان ، كما تمور به الألسن مورا ، وتفور به فورا ؛ لما قد دريت أن المرتبة العقلية لذات الشمس ـ بما هي هي ـ ليست بعينها هي الوجود في متن الأعيان ، كما هو سبيل الأمر في العالم الربوبي.
وكذلك الأمر في حركة اليد ، وحركة المفتاح ـ مثلا ـ فاخفض جناح عقلك للحق ، ولا تكوننّ من الجاهلين (١).
ثم قال : وبعبارة أخرى وسوق آخر : لو كان الصادر الأوّل سرمدي الوجود في متن الأعيان مع جاعله التامّ الواجب بالذات ، الّذي الوجود في متن
__________________
(١) ـ نقله في شرح المنظومة : ٢ : ٣١٨ ، عن المحقّق الداماد صاحب القبسات.