السطوح الظاهرة من الطاسات المكبوبة على الجمد ، أو المملوءة منه.
وقد يستحيل الماء هواء عند تحلل الأبخرة الصاعدة منه ، ومن الثياب المبلولة حين تسخّنها ، كما هو مشاهد ، معلوم لكلّ أحد.
وقد يتحجّر الماء الجاري الصافي حجرا قريب الحجم من حجمه ، بعد ما يخرج من منبعه ، كما في قرية «سيهكوه» من بلدة مراغة من جملة أذربيجان. وقد تنحل الأحجار بالحيل الاكسيرية مياها سيّالة.
إلى غير ذلك من انقلابات بعضها ببعض.
ووجه تأثير بعض هذه الأجسام في بعض ، وقبولها للاستحالة ، ما دريت سابقا من سخافة جوهرها ، ونقص صورها ، فإنّ كيفياتها إذا اشتدّت تبطل الصورة ، وتعدّ المادّة لما يناسبها من الصور ، فينقلب العنصر إلى عنصر آخر ، بل الحق أن الصور ـ أيضا ـ تشتدّ وتضعف ، وتتصادّ (١) بالتدريج ، على نعت الاتّصال ، والكيفيات تابعة لها في التبدل من وجه ، وهي معدّة لتبدلها من وجه آخر ، وإن لم يكن تبدّلها محسوسا إلى حدّ ما ، كما مرّ بيانه في مباحث الحركة.
وصل
وأمّا ما يتوهّم من أن المسخّن فشت فيه أجزاء نارية داخلته ، والمبرّد فشت فيه أجزاء جمدية. فيدفعه حال المحكوك ، والمخضخض ، والمخلخل ، حيث تحمى من غير نار غريبة ، وكذا القماقم الصيّاحة الّتي يصير أكثر مائها نارا مع امتناع دخول النار فيها ، وخروج الماء منها ، وكذا المصموم المفدوم الممتلىء
__________________
(١) ـ هكذا في المخطوطة.