ومن عجيب أمره أنه أتى إلى جزيرة ، فيها طير ، فأعمل الحيلة كيف يأخذ منها شيئا فلم يطق ، فذهب وجاء بضغث من حشيش ، وألقاه في مجرى الماء الذي نحو الطير ، ففزع منه ، فلما عرفت أنه حشيش رجعت إلى أماكنها ، فعاد لذلك مرة ثانية وثالثة ورابعة حتى تواظب الطير على ذلك ، وألفته ، فعمد إلى جرزة أكبر من ذلك ، فدخل فيها ، وعبر إلى الطير ، فلم يشكّ الطير أنه من جنس ما قبله ، فلم تنفر منه ، فوثب على طائر منها ، وعدا به.
ومن عجيب أمر الذئب أنه عرض لإنسان ، يريد قتله ، فرأى معه قوسا وسهما ، فذهب وجاء بعظم رأس جمل في فيه ، وأقبل نحو الرجل ، فجعل الرجل كلما رماه بسهم اتقاه بذلك العظم حتى أعجزه ، وعاين نفاد سهمه ، فصادف من استعان به على طرد الذئب.
ومن عجيب أمر القرد ما ذكره البخاريّ في صحيحه (١) ، عن عمرو بن ميمون الأودي ، قال : رأيت في الجاهلية قردا وقردة ، زنيا ، فاجتمع عليهم القرود ، فرجموهما حتى ماتا. فهؤلاء القرود أقاموا حدّ الله حين عطّله بنو آدم ، وهذه البقر يضرب ببلادتها المثل.
وقد أخبر النبي صلىاللهعليهوسلم «أنّ رجلا بينا هو يسوق بقرة إذ ركبها ، فقالت : لم أخلق لهذا ، فقال الناس : سبحان الله ، بقرة تتكلم! فقال : فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر. وما هما ثمّ ، ثمّ قال : وبينا رجل يرعى غنما له إذ عدا الذئب على شاة منها ، فاستنقذها منه ، فقال الذئب : هذه استنقذتها مني ، فمن لها يوم السبع ، يوم لا راعي لها غيري؟ فقال الناس : سبحان الله ، ذئب يتكلم! فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر» (٢).
__________________
(١) رواه البخاري (٣٨٤٩) عن عمرو بن ميمون.
(٢) رواه البخاري (٣٤٧١) عن أبي هريرة.