فتكلموا وأخذ عليهم العهد والميثاق (وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ (١٧٢)) [الأعراف] إلى قوله (الْمُبْطِلُونَ (١٧٣)) قال : فإني أشهد عليكم السموات السبع والأرضين السّبع وأشهد عليكم أباكم آدم أن تقولوا يوم القيامة لم نعلم ، أو تقولوا : إنا كنا عن هذا غافلين ، فلا تشركوا بي شيئا فإني أرسل إليكم رسلي ، يذكرونكم عهدي وميثاقي ، وأنزل عليكم كتبي. فقالوا : نشهد أنك ربنا وإلهنا لا ربّ لنا غيرك. ورفع لهم أبوهم آدم ، فرأى فيهم الغنيّ والفقير وحسن الصورة وغير ذلك فقال : ربّ لو سوّيت بين عبادك فقال : إني أحبّ أن أشكر. ورأى فيهم الأنبياء مثل السّرج. وذكر تمام الحديث.
وفي صحيحه وجامع الترمذي (١) من حديث هشام بن سعد (٢) عن زيد بن أسلم عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : «لما خلق الله آدم مسح ظهره فسقط من ظهره كلّ نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة أمثال الذرّ ، ثم جعل بين عيني كلّ إنسان منهم وبيصا (٣) من نور ، ثم عرضهم على آدم فقال : من هؤلاء يا ربّ فقال : هؤلاء ذرّيّتك ، فرأى فيهم رجلا أعجبه وبيص ما بين عينيه فقال : يا رب من هذا قال : ابنك داود يكون في آخر الأمم قال : كم جعلت له من العمر؟ قال : ستين سنة ، قال : يا رب زده من عمري أربعين سنة قال الله : إذا يكتب ويختم فلا يبدّل فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت قال : أولم يبق من عمري أربعون سنة قال له : أولم تجعلها لابنك داود قال : فجحد فجحدت
__________________
(١) الترمذي ٣٠٧٦ و ٣٠٧٨ وهو صحيح.
(٢) تحرفت في المطبوع إلى «يزيد».
(٣) الوبيص : اللمع والبرق ، ووبصت الأرض : كثر نبتها.