وقال : «لا يزال البلاء بالمؤمن في أهله وماله وولده ، حتى يلقى الله وما عليه من خطيئة» (١).
وفي حديث آخر : «إن المؤمن إذا مرض ، خرج مثل البردة في صفائها ولونها» (٢).
وفي الحديث الآخر : «إن الحمّى تنفي الذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد» (٣).
وفي حديث آخر : «لا تسبّي الحمى ، فإنها تذهب خطايا بني آدم» (٤) ومن أسماء الحمى : مكفرة الذنوب.
وفي الحديث الصحيح : «يقول الله عزوجل يوم القيامة : عبدي! مرضت فلم تعدني ، قال : كيف أعودك ، وأنت ربّ العالمين؟ قال : مرض عبدي فلان ، فلم تعده ، أما لو عدته لوجدتني عنده» (٥).
وهذا أبلغ من قوله في الإطعام والإسقاء : لوجدت ذلك عندي ، فهو سبحانه عند المبتلى بالمرض رحمة منه له وخيرا وقربا منه لكسر قلبه بالمرض ، فإنه عند المنكسرة قلوبهم ، وهذا أكبر من أن يذكر ، ورب الدنيا والآخرة واحد ، وحكمته ورحمته موجودة في الدنيا والآخرة ، بل ظهور رحمته في الآخرة أعظم ، فعذاب المؤمنين بالنار في الآخرة هو من هذا
__________________
(١) صحيح. رواه أحمد (٢ / ٢٨٧ ، ٤٥٠) عن أبي هريرة.
(٢) انظر المجروحين ١ / ٣٥٨.
(٣) صحيح. رواه ابن ماجة (٣٤٦٩) عن أبي هريرة. وفيه موسى بن عبيدة : ضعيف. غير أن الحديث صحيح ، وانظر ما بعده.
(٤) رواه مسلم (٢٥٧٥) عن جابر بن عبد الله.
(٥) رواه مسلم (٢٥٦٩) عن أبي هريرة.