فاعترفت بالفجور ، فأمر بها عمر أن ترجم فلقيها علي بن أبي طالب عليهالسلام فقال : «ما بال هذه»؟ فقالوا : أمر بها أمير المؤمنين أن ترجم فردّها عليّ عليهالسلام فقال لعمر : «أمرت بها أن ترجم» قال : نعم ، اعترفت عندي بالفجور فقال : «هذا سلطانك عليها ، فما سلطانك على الذي في بطنها ولعلّك انتهرتها وأخفتها» فقال عمر قد كان ذاك قال : «أوما سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : لا حدّ على معترف بعد بلاء؟ إنّه من قيدت أو حبست أو تهددت فلا إقرار له» فخلّى سبيلها ثمّ قال عمر : عجزت النساء أن تلد مثل عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ، لو لا علي لهلك عمر (١).
الثامن : موفق بن أحمد قال : أخبرنا العلّامة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي ، وأخبرنا الاستاذ الأمين أبو الحسن علي بن الحسين بن مردك الداري ، أخبرنا الحافظ أبو سعد إسماعيل بن الحسين بن علي بن الحسين السمان ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن زكريّا التستري بقراءتي عليه، وحدّثنا محمّد بن أحمد بن عمرو الدبيقي ، حدّثنا يحيى بن أبي طالب قال : حدّثنا أبو بدر عن سعيد بن أبي عروبة عن داود بن أبي القصات عن أبي حرب بن أبي الأسود أن عمر أتى بامرأة وضعت لستة أشهر فهمّ برجمها فبلغ ذلك عليّا فقال : «ليس عليها رجم» فبلغ ذلك عمر فأرسل إليه يسأله فقال عليّ : «(وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ) (٢) وقال : (وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً) (٣) فالستة أشهر حمله وحولين تمام الرضاعة ، لا حدّ عليها وان شئت لا رجم عليها» قال فخلّى عنها سبيلها ثمّ ولدت بعد ستة أشهر (٤).
التاسع : موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أبي سعد هذا قال : أخبرنا أحمد بن الحسين الموسى آبادي بقراءتي عليه ، حدّثنا أبو علي الفلاس وأبو عبد الله القطان وأبو سعيد أحمد بن علي البيع قال : حدّثنا علي بن موسى القمّيّ ، حدّثنا ابن أبي طالب ، حدّثنا معلّى بن أبي زائدة ، حدّثنا أشعث عن عامر عن مسروق شناخ ، وحدّثنا ابن أبي زائدة عن داود بن هند عن عامر عن مسروق قال : أتي عمر بامرأة انكحت في عدّتها ، ففرق بينهما وجعل لها صداقها في بيت المال وقال : لا أجيز مهرا ارد نكاحه وقال : لا يجتمعان أبدا ، زاد شعيب : فبلغ عليّا فقال : وإن كانوا جهلوا السنّة فله المهر بما استحل من فرجها ، ويفرّق بينهما ، فإذا انقضت عدتها فهو خاطب من الخطّاب ، فخطب عمر الناس وقال : ردّوا الجهالات إلى السنّة ورجع عمر إلى قول عليّ (٥).
__________________
(١) مناقب الخوارزمي ٨١ / ٦٥.
(٢) البقرة : ٢٣٣.
(٣) الأحقاف : ١٥.
(٤) مناقب الخوارزمي ٩٥ / ٩٤.
(٥) مناقب الخوارزمي ٩٥ / ٩٥.