الجمعة» (١). وحديث رواه الترمذي جاء فيه : «من تخطّى رقاب الناس يوم الجمعة اتخذ جسرا إلى جهنّم» (٢). وحديث رواه الخمسة إلّا أبا داود جاء فيه : «إنّ رسول الله ذكر يوم الجمعة فقال فيه ساعة لا يوافقها غير مسلم وهو قائم يصلّي يسأل الله شيئا إلّا أعطاه إيّاه وأشار بيده يقلّلها» (٣). وروى مسلم وأبو داود والترمذي عن أبي موسى عن وقت هذه الساعة أن رسول الله قال : «هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة» (٤). وحديث رواه الخمسة عن أبي هريرة قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت والإمام يخطب فقد لغوت» (٥).
وهناك أحاديث أخرى اكتفينا بما تقدم حيث تدل كثرتها على ما كان من اهتمام رسول الله صلىاللهعليهوسلم لصلاة الجمعة وشهودها والتطهر والتزين والتجمّل لها وحيث ينطوي في هذا ما ينطوي من تعليم وتأديب رائعين. وخطورة واجتماع الجمعة الاجتماعية أيضا واضحة بالإضافة إلى خطورته الدينية. حيث يجتمع المسلمون جميعهم في المساجد في المدن والقرى في مشهد رائع عظيم فيذكرون اسم الله ويصلّون له ويستمعون لوعظ الخطباء. وقد يدخل هذا في حكمة التنبيه والإنذار القرآنية والنبوية. ولقد كانت هذه الخطورة أشدّ وأعظم في زمن رسول الله وخلفائه الراشدين حيث كانوا هم الذين يخطبون الناس خطبا تتناول أمور المسلمين العامة الحاضرة سياسية واجتماعية وجهادية وأخلاقية حثّا وزجرا وتعليما وإرشادا وإخبارا واستشارة. ومن الواجب حتما على المسلمين وخطبائهم أن يلتزموا بالأمر الرباني والنبوي والسنّة النبوية والراشدية.
ولقد استدل الفقهاء والمفسرون من جملة (وَتَرَكُوكَ قائِماً) على أن النبي صلىاللهعليهوسلم كان يلقي خطبة الجمعة وهو واقف. وهناك حديث رواه الخمسة عن ابن عمر قال :
__________________
(١) المصدر السابق وتفسير ابن كثير.
(٢) المصدر نفسه.
(٣) المصدر نفسه.
(٤) المصدر نفسه.
(٥) المصدر نفسه.