لا أحكام حدوثه يوم الجمعة ، إذ المتيقّن بالوجدان تحقّق الموت يوم الجمعة لا حدوثه ، إلّا أن يقال : إنّ الحدوث هو الوجود المسبوق بالعدم ، وإذا ثبت بالأصل : عدم الشيء سابقا ، وعلم بوجوده بعد ذلك ، فوجوده المطلق في الزمان اللاحق إذا انضمّ إلى عدمه قبل ذلك الثابت بالأصل
______________________________________________________
عن وجوب نفقة زوجته ، وحرمة خروجها من الدار لو كان قد نهاها عن الخروج فيه ، وغير ذلك (لا أحكام حدوثه يوم الجمعة).
وإنّما لا يترتب على عدم الموت في يوم الخميس أحكام حدوث الموت في يوم الجمعة (إذ المتيقّن بالوجدان) هو (تحقّق الموت يوم الجمعة) فانه ميت في هذا اليوم على كل تقدير ، سواء كان موته يوم الخميس أم يوم الجمعة (لا حدوثه) أي : حدوث الموت في يوم الجمعة ، فانه غير متيقن بالوجدان للشك فيه ، فاذا أردنا أن نقول : ان الموت حدث يوم الجمعة باستصحاب عدم موته يوم الخميس كان من الأصل المثبت.
(إلّا أن يقال) : ان الموضوع مركب من : عدم ووجود ، فالعدم يثبت بالاستصحاب ، والوجود يثبت بالوجدان ، وعند ذلك يصح الاستصحاب ويترتب الأثر على ذلك الموضوع المركب ، بتقريب : (إنّ الحدوث هو) معنى مركب من : (الوجود المسبوق بالعدم. وإذا ثبت بالأصل : عدم الشيء سابقا ، وعلم بوجوده بعد ذلك) أي : ثبت بالأصل ـ كما في المثال ـ عدم الموت في يوم الخميس ، وعلم بوجود الموت في يوم الجمعة فانّ من ضم الأصل إلى الوجدان يتحقق معنى الحدوث كما قال :
(فوجوده المطلق في الزمان اللاحق) وهو يوم الجمعة (إذا انضمّ إلى عدمه قبل ذلك) وهو يوم الخميس (الثابت بالأصل) لأن عدم الموت يوم الخميس