فاذا علم تاريخ ملاقاة الثوب للحوض ، وجهل تاريخ صيرورته كرّا ، فيقال : الأصل بقاء قلّته ، وعدم كرّيته في زمان الملاقاة ، وإذا علم تاريخ الكرّية حكم أيضا بأصالة عدم الملاقاة في زمان الكرّية ، وهكذا.
وربما يتوهّم جريان الأصل في طرف المعلوم بأن يقال : الأصل عدم وجوده في الزمان الواقعي للآخر.
______________________________________________________
وعليه : (فاذا علم تاريخ ملاقاة الثوب) النجس (للحوض ، وجهل تاريخ صيرورته كرّا ، فيقال : الأصل بقاء قلّته ، وعدم كرّيته في زمان الملاقاة) فهو نجس ، وذلك لأن الكرية مشكوكة ، فيستصحب عدمها إلى زمان الملاقاة ، فيترتب على استصحاب عدم الكرية إلى زمان الملاقاة نجاسة الماء ، وذلك بناء على ان الملاقاة مقتض والكرية مانعة.
(و) في عكسه : كما (إذا علم تاريخ الكرّية) وجهل تاريخ الملاقاة (حكم أيضا بأصالة عدم الملاقاة في زمان) حدوث (الكرّية) فهو طاهر ، وذلك لأن الملاقاة مشكوكة فيستصحب عدمها إلى زمان الكرية ، فيترتب على استصحاب عدم الملاقاة إلى زمان الكرية طهارة الماء ، وذلك بناء على شرطية القلة ، فان ملاقاة النجس إنّما تكون منجسة إذا كان الماء قليلا ، والمفروض إنا نشك في الملاقاة حال قلة الماء.
(وهكذا) بالنسبة إلى كل حادثين علم تاريخ أحدهما ، وجهل تاريخ الآخر.
هذا (وربما يتوهّم جريان الأصل في طرف المعلوم) أيضا إذا كان لكل من الأصلين : المعلوم والمجهول أثر ، وذلك (بأن يقال : الأصل عدم وجوده) أي : وجود المعلوم تاريخه لدينا (في الزمان الواقعي للآخر) أي : للحادث الآخر المجهول تاريخه عندنا ، إذ لعله في الواقع حدث قبل معلوم التاريخ ، وإذا جرى