لعدم مساعدة العقل عليه ، وإن انسدّ باب العلم لامكان الاحتياط إلّا فيما لا يمكن.
والدليل النقلي الدّال عليه لا يجدي ، لعدم ثبوت الشريعة السابقة ، ولا اللاحقة.
فعلم ممّا ذكرنا : أنّ ما يحكى من تمسّك بعض أهل الكتاب في مناظرة بعض الفضلاء السادة
______________________________________________________
كان الشك في الاعتقاديات ، وذلك (لعدم مساعدة العقل عليه ، وان انسدّ باب العلم) فانه عند الانفتاح يتعيّن تحصيل العلم ، وعند الانسداد يحتاط (لامكان الاحتياط) وذلك بأن يعمل بكلا الشريعتين (إلّا فيما لا يمكن) الاحتياط فيه ، فيعمل فيما لا يمكنه الاحتياط فيه حسب ظنه بالبقاء من باب الانسداد.
(و) ان قلت : نتمسك بالاستصحاب من جهة الدليل النقلي مثل : «لا تنقض اليقين بالشك» (١) فنثبت به بقاء الشريعة السابقة.
قلت : (الدليل النقلي الدّال عليه) أي : على الاستصحاب ، هنا (لا يجدي ، لعدم ثبوت الشريعة السابقة ، ولا اللاحقة) حتى يأخذ من إحداهما الاستصحاب ، امّا الشريعة السابقة : فلاحتمال نسخها ، وامّا الشريعة اللاحقة : فلعدم ثبوتها بعد.
وعليه : (فعلم ممّا ذكرنا : أنّ ما يحكى من تمسّك بعض أهل الكتاب في مناظرة بعض الفضلاء السادة) وهو العلامة السيد باقر القزويني ، حيث ناظر عالما يهوديا يسكن قرية ذي الكفل القريبة من الكوفة ، وكانت آنذاك مجمعا لليهود
__________________
(١) ـ الكافي (فروع) : ج ٣ ص ٣٥١ ح ٣ ، تهذيب الاحكام : ج ٢ ص ١٨٦ ب ٢٣ ح ٤١ ، الاستبصار : ج ١ ص ٣٧٣ ب ٢١٦ ح ٣ ، وسائل الشيعة : ج ٨ ص ٢١٧ ب ١٠ ح ١٠٤٦٢.