يكون متعيّنا حتى يجري على منواله ، ولم يتعيّن هنا إلّا النبوّة في الجملة ، وهي كلّي من حيث إنّها قابلة للنبوة إلى آخر الأبد ، بأن يقول الله جل ذكره لموسى عليهالسلام : «أنت نبيّ وصاحب دين إلى آخر الأبد» ، ولأن يكون إلى زمان محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولأن يكون غير مغيّا بغاية بأن يقول «أنت نبيّ» بدون أحد القيدين فعلى الخصم أن يثبت : إمّا التصريح بالامتداد إلى آخر الأبد أو الاطلاق ، ولا سبيل إلى الأوّل ، مع أنّه يخرج عن الاستصحاب ؛
______________________________________________________
يكون متعيّنا حتى يجري على منواله) أي : على منوال ذلك الموضوع المتعيّن ، ولا يكون الموضوع متعيّنا إلّا إذا كان الشك في الرافع ، لا في المقتضي ، بينما استصحاب الكتابي هنا من الشك في المقتضي كما قال : (ولم يتعيّن هنا إلّا النبوّة في الجملة ، وهي) أي : النبوة في الجملة بلا تعيين موضوعها (كلّي من حيث إنّها قابلة للنبوة إلى آخر الأبد ، بأن يقول الله جل ذكره لموسى عليهالسلام : «أنت نبيّ وصاحب دين إلى آخر الأبد» ، ولأن يكون إلى زمان محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولأن يكون غير مغيّا بغاية) وذلك (بأن يقول) له : («أنت نبيّ» بدون) أن يضيف على كلامه هذا (أحد القيدين) : لا قيد التأبيد ، ولا قيد التوقيت بكونه إلى زمان نبي الاسلام.
وعليه : (فعلى الخصم) وهو الكتابي (أن يثبت : إمّا التصريح بالامتداد إلى آخر الأبد) بأن يأتي بدليل يدل على ان موسى نبي إلى الأبد (أو الاطلاق) بأن يأتي بدليل يدلّ على ان الله تعالى قال لموسى : «أنت نبيّ».
(ولا سبيل إلى الأوّل) أي : إلى إثبات ان الله تعالى قال لموسى : أنت نبيّ إلى الأبد (مع أنّه) لو فرض السبيل إليه ، فانه (يخرج عن الاستصحاب) لوضوح : ان مع التصريح بالامتداد إلى الأبد لا يبقى مجال للاستصحاب ، لأن الاستصحاب