نعم ، المخالف للأصل الاطلاق بمعنى العموم الراجع إلى الدوام.
والحاصل : أنّ هنا في الواقع ونفس الأمر نبوّة مستدامة الى آخر الأبد ، ونبوّة مغيّاة إلى وقت خاص ، ولا ثالث لهما في الواقع ، فالنبوّة المطلقة ـ بمعنى غير المقيّدة ـ ومطلق النبوّة سيّان في التردّد بين الاستمرار والتوقيت.
______________________________________________________
اكرم العلماء ، وشككنا في انه هل قيّده بالعدالة أم لا؟ فالأصل عدم التقييد ولا يحتاج إلى أكثر من ذلك ، فأصالة الاطلاق في مورد الشك في الاطلاق والتقييد محكّمة.
(نعم ، المخالف للأصل) الذي يحتاج إلى إثبات هو : (الاطلاق بمعنى العموم الراجع إلى الدوام) لأن كل واحد من التقيّد بزمان خاص والدوام قيد ، فيجب إثباته ، ولكن لم يكن مراد القوانين من النبوة المطلقة هذا المعنى ، بل مراده منها هو الاطلاق في قبال الموقتة والمؤبّدة ، وهو كما عرفت مطابق للأصل ، فلا يحتاج إلى إثبات.
(والحاصل : أنّ هنا في الواقع ونفس الأمر) أمرين اثنين : (نبوّة مستدامة إلى آخر الأبد ، ونبوة مغيّاة إلى وقت خاص ، ولا ثالث لهما في الواقع) أي : في عالم الثبوت ، وامّا في عالم الاثبات (فالنبوّة المطلقة ـ بمعنى غير المقيّدة ـ ومطلق النبوّة ، سيّان في التردّد بين الاستمرار والتوقيت) من دون فرق بين العبارتين.
إذن : فالنبوة في عالم الثبوت والواقع تدور بين التوقيت والتأبيد ، بينما في عالم الاثبات والدلالة تدور بين كونها موقتة ، أو مؤبدة ، أو مطلقة مردّدة بينهما ، والاطلاق في العبارتين : النبوة المطلقة ، ومطلق النبوة ، بمعنى واحد ، وكما انه لو علمنا بالنبوة المطلقة بان قال تعالى : «أنت نبيّ» نتردّد بين كون النبوة موقتة