في الاستمرار ، فانكشف نسخ ما نسخ وبقي ما لم يثبت نسخه.
وأمّا ثانيا : فلأنّ غلبة التحديد في النبوّات غير مجدية ، للقطع بكون إحداها مستمرّة.
فليس ما وقع الكلام في استمراره أمرا ثالثا يتردّد بين إلحاقه بالغالب ، وإلحاقه بالنادر،
______________________________________________________
(في الاستمرار ، فانكشف نسخ ما نسخ) كنبوة نوح ـ مثلا ـ (وبقي ما لم يثبت نسخه) كنبوة موسى عند اليهودي ، أو نبوة عيسى عند المسيحي ظاهرا في الاستمرار.
(وأمّا ثانيا : فلأنّ غلبة التحديد في النبوّات) على فرض التلازم بينهما وبين غلبة النسخ (غير مجدية) أيضا لاثبات المدّعى وهو : ان نبوة موسى محدّدة بمجيء نبي الاسلام محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وإنّما لم تكن مجدية أيضا (للقطع بكون إحداها) أي : إحدى تلك النبوات وهي النبوة الأخيرة (مستمرّة) فلليهودي أن يقول : لعل نبوة موسى هي المستمرة إلى الأبد ، فمن أين لكم أيها المسلمون إثبات ان نبوّة موسى محددة وليست بمستمرة مع إنكم تدّعون : ان غالب النبوات محدّدة لا جميعها ، وان نبوة واحدة من هذه النبوات مستمرة؟ فمن أين لا تكون تلك المستمرة هي نبوة موسى؟.
وعليه : (فليس ما وقع الكلام في استمراره) من نبوة موسى (أمرا ثالثا يتردّد بين إلحاقه بالغالب ، وإلحاقه بالنادر) حتى يظن لحوقه بالغالب ، لأن المشكوك قد يكون مردّدا بين كونه ملحقا بالغالب ، أو ملحقا بالنادر ، وقد يكون مردّدا بين كونه ملحقا بالغالب ، أو هو نفس الفرد النادر ، ففي الأوّل يظن بلحوق المشكوك بالغالب ، بينما في الثاني لا يظن بلحوقه بالغالب ، وما وقع الكلام في استمراره