بل يشك في أنّه الفرد النادر أو النادر غيره ، فيكون هذا ملحقا بالغالب.
والحاصل : أنّ هنا أفرادا غالبا وفردا نادرا ، وليس هنا مشكوك قابل اللحوق بأحدهما ، بل الأمر يدور بين كون هذا الفرد هو الأخير النادر أو ما قبله الغالب ،
______________________________________________________
هنا من قبيل الثاني لا الأوّل كما قال : (بل يشك في أنّه) أي : ما وقع الكلام في استمراره من نبوة موسى هل هو نفس (الفرد النادر) المستمر (أو النادر غيره) يجيء بعده فينسخه ويبقى ذلك النادر مستمرا ، وهو نبوة نبي الاسلام نبينا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ فانه لا يظن في هذا الفرض لحوق المشكوك بالغالب.
وعليه : (فيكون هذا) الذي وقع الكلام في استمراره من نبوة موسى على الفرض الأوّل (ملحقا بالغالب) لا على الفرض الثاني.
مثلا : إذا كان العصفور يعيش سنة والغراب يعيش كثيرا ، وشك في اللقلق بانه كالعصفور أو كالغراب؟ فهنا يصح أن يقال : هذا ملحق بالعصفور أو ملحق بالغراب ، بينما إذا كان في الدار طائر لا نعلم بانه عصفور أو غراب؟ فهنا لا يصح أن يقال : انه ملحق بالعصفور أو ملحق بالغراب؟ بل يجب ان يقال : هل أنّه عصفور أو غراب لأنّه لا ثالث؟ وما وقع الكلام في استمراره من نبوة موسى من قبيل الثاني ، لا من قبيل الأوّل.
(والحاصل : أنّ هنا) في باب النبوة (أفرادا غالبا) هي النبوات غير المستمرة (وفردا نادرا) هو النبوة المستمرة (وليس هنا) قسم ثالث (مشكوك قابل اللحوق بأحدهما ، بل الأمر يدور بين كون هذا الفرد) المشكوك هل (هو الأخير النادر) الذي يبقى مستمرا (أو ما قبله الغالب) أي : ما قبل الأخير من افراد النبوات غير المستمرة وهي الافراد الغالبة؟ فان المشكوك هنا ليس قسما ثالثا