وإلّا فأصل صفة النبوة أمر قائم بنفس النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لا معنى لاستصحابه لعدم قابليته للارتفاع أبدا.
ولا ريب أنّا قاطعون بأنّ من أعظم ما جاء به النبي السابق الاخبار بنبوّة نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم ،
______________________________________________________
موسى في المثال فإذا تديّنا بجميع ما جاء به موسى ، ومن جملة ما جاء به بلا ريب هو : نبوة نبينا ، فيلزم من وجوب التديّن بما جاء به موسى التديّن بانقطاع نبوته بمجيء نبينا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
توضيحه : إنّ النبوة التي يريد الكتابي استصحابها ان كانت بمعنى الصفات الرفيعة الموجودة في نفس موسى التي تؤهله لتلقّي الوحي والرسالة ، فاستصحابها لا ينفعنا ، لأن كون النفس رفيعة لا توجب لنا تكليفا.
وإن كانت بمعنى : السلطة التي بها يتصرّف في الآفاق والأنفس بسبب ارتفاع نفسيته ومكانته من الله سبحانه وتعالى ، فاستصحابها لا ينفعنا أيضا ، لأنه لا يحدث لنا تكليفا أيضا.
وإن كانت بمعنى : الرئاسة الالهية العامة ، المستلزمة وجوب إطاعته واتباع شريعته ، فذلك لا ينفع الكتابي ، لأن ممّا جاء به موسى هو : البشارة بنبينا ، وإذا ثبتت بشارته بنبينا كما نحن نقطع بذلك ، فليس علينا اتباعه بعد مجيء نبينا.
(وإلّا) بأن لم تكن النبوة بمعنى وجوب التديّن الذي ذكرناه في المعنى الثالث (فأصل صفة النبوة أمر قائم بنفس النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لا معنى لاستصحابه) بل هو مقطوع به (لعدم قابليته للارتفاع أبدا) فان النبي لا ينقلب عن كونه نبيا.
هذا (ولا ريب أنّا قاطعون بأنّ من أعظم ما جاء به النبي السابق) هو (الاخبار بنبوّة نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم) ممّا يوجب عدم كون الاستصحاب ملزما لنا نحن المسلمين