كما يشهد به الاهتمام بشأنه في قوله تعالى حكاية عن عيسى على نبينا وآله وعليهالسلام : (إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) فيكون كلّ ما جاء به من الأحكام ، فهو في الحقيقة مغيّا بمجيء نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم.
فدين عيسى على نبينا وآله وعليهالسلام المختص به ، عبارة عن مجموع أحكام مغيّاة إجمالا بمجيء نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ومن المعلوم : أنّ الاعتراف ببقاء ذلك الدين لا يضرّ
______________________________________________________
(كما يشهد به) أي : بأخبار النبي السابق بنبوّة نبينا (الاهتمام بشأنه) أي : بشأن نبينا (في قوله تعالى حكاية عن عيسى على نبينا وآله وعليهالسلام : (إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) (١)) فالبشارة برسول الاسلام من أعظم ما بشر به عيسى.
وعليه : (فيكون كلّ ما جاء به) النبي السابق (من الأحكام ، فهو في الحقيقة مغيّا بمجيء نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم) وإذا ثبتت هذه البشارة كما هي ثابتة لدينا ، فلا يبقى مجال للكتابي حتى يلزمنا بسبب الاستصحاب.
إذن : (فدين عيسى على نبينا وآله وعليهالسلام المختص به ، عبارة عن مجموع أحكام مغيّاة إجمالا بمجيء نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم) وكذلك بقية أديان الأنبياء السابقين فانها مغيّاة بمجيء نبينا.
(ومن المعلوم : أنّ الاعتراف ببقاء ذلك الدين) السابق كدين موسى أو دين عيسى إلى زمان مجيء نبينا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم على ما نعتقد به نحن (لا يضرّ
__________________
(١) ـ سورة الصف : الآية ٦.