بل لو لم يكن هنا استصحاب لم يرجع إلى العموم ، بل إلى الاصول الأخر.
ولا فرق بين استفادة الاستمرار من اللفظ ، كالمثال المتقدّم ، أو من الاطلاق ، كقوله : «تواضع للناس» ، بناء على استفادة الاستمرار منه ، فانّه إذا خرج منه ، التواضع في بعض الأزمنة على وجه لا يفهم من التخصيص ملاحظة المتكلّم كلّ زمان فردا
______________________________________________________
(بل لو لم يكن هنا استصحاب) أي : ان الاستصحاب هنا في الخاص الذي خرج عن العموم بدليل مخصّص لو لم يجر ، لاختلال شرط من شروطه أو لتبدل الموضوع فيه ، فانه مع ذلك (لم يرجع إلى العموم ، بل إلى الاصول الأخر) من البراءة وما أشبه ، فلو قال مثلا : اكرم العلماء دائما ، وقال : لا تكرم منهم زيدا الفاسق يوم الجمعة ، ثم صار زيد يوم السبت عادلا ، فانه لا يستصحب حكم المخصّص وهو : حرمة الاكرام لتبدل الموضوع ، كما لا يرجع إلى العموم السابق وهو : اكرم العلماء دائما ، لانقطاع ذلك العموم بالنسبة إلى هذا الفرد ، فيرجع إلى أصل آخر يكون المرجع عند فقد الاستصحاب والعموم ، وهو : أصل الاباحة ـ مثلا ـ.
هذا (ولا فرق بين استفادة الاستمرار من اللفظ ، كالمثال المتقدّم) في قوله : اكرم العلماء دائما ، أو أبدا ، أو ما دمت حيّا ، أو ما أشبه ذلك (أو من الاطلاق ، كقوله : «تواضع للناس» ، بناء على استفادة الاستمرار منه) أي : من الاطلاق بمقدمات الحكمة وذلك بأن يكون المولى في مقام البيان ، ولم يكن هناك قدر متيقّن ، ولم ينصب قرينة على الخلاف من لفظ أو عقل.
وعليه : فإذا استفيد الاستمرار من تواضع للناس (فانّه إذا خرج منه ، التواضع في بعض الأزمنة على وجه لا يفهم من التخصيص ملاحظة المتكلّم كلّ زمان فردا