نعم ، يرد على ما ذكرنا من التوجيه أنّ الشهيد قدس سرّه في مقام دفع ما يتوهّم من التناقض المتوهّم في قولهم : «اليقين لا يرفعه الشك».
ولا ريب أنّ الشك الذي حكم بأنّه لا يرفع اليقين ، ليس المراد منه : الاحتمال الموهوم ، لأنّه إنّما يصير موهوما بعد ملاحظة أصالة بقاء ما كان ، نظير المشكوك الذي يراد الحاقه بالغالب ، فانّه يصير مظنونا بعد ملاحظة الغلبة ،
______________________________________________________
(نعم ، يرد على ما ذكرنا من التوجيه) الذي وجّهنا به كلام الشهيد قدس سرّه لرفع التناقض منه : (أنّ الشهيد قدس سرّه في مقام دفع ما يتوهّم من التناقض المتوهّم في قولهم : «اليقين لا يرفعه الشك») اي : انه في صدد بيان انه لا يجتمع اليقين والشك (ولا ريب أنّ الشك الذي حكم) به من قبل المشهور : (بأنّه لا يرفع اليقين ، ليس المراد منه : الاحتمال الموهوم) بل الاعم من الاحتمال الموهوم والمتساوي الطرفين.
وإنّما لم يكن المراد منه الاحتمال الموهوم (لأنّه) اي : الاحتمال في اول حدوثه متساوي الطرفين ، و (إنّما يصير موهوما بعد ملاحظة أصالة بقاء ما كان) اي : بعد ملاحظة الحالة السابقة وجريان الاستصحاب ، فانه بعد ذلك يصير احد طرفي الاحتمال ظنا والآخر وهما ، فهو إذن (نظير المشكوك الذي يراد الحاقه بالغالب ، فانّه) اي : المشكوك متساوي الطرفين ، وإنّما (يصير مظنونا بعد ملاحظة الغلبة).
مثلا : اذا كان غالب المسلمين يعملون صحيحا ، ونادر منهم يعملون فاسدا ، ثم رأينا انسانا لا نعرف انه من الغالب او من غير الغالب ، فيكون الأمر بالنسبة