فيرجّح الظنّ عليه ، كما هو مطّرد في العبادات وغيرها» ، انتهى.
ومراده من الشك : معناه اللغوي ، وهو : مجرّد الاحتمال المنافي لليقين ، فلا ينافي ثبوت الظنّ الحاصل من أصالة بقاء ما كان.
فلا يرد ما اورد عليه : من أنّ الظنّ كاليقين في عدم الاجتماع مع الشك.
______________________________________________________
ظن وشك (فيرجّح الظنّ عليه ، كما هو مطّرد في العبادات وغيرها» (١)) حيث ان الظن في العبادة يؤخذ به حسب الأدلة الخاصة.
(انتهى) كلام الشهيد في الذكرى (ومراده من الشك : معناه اللغوي ، وهو : مجرّد الاحتمال) الشامل للوهم ، ففي الزمان الثاني هو يظن ببقاء الطهارة ، ويتوهم عدم البقاء ، لانه دائما اذا كان احد الطرفين راجحا وظنا ، كان الطرف الآخر مرجوحا ووهما (المنافي) هذا الوهم (لليقين) السابق الذي صار في الآن الثاني ظنا (فلا ينافي ثبوت الظنّ الحاصل من أصالة بقاء ما كان) على ما كان ، لأن الاصل يوجب الظن النوعي والوهم على خلافه.
وعليه : (فلا يرد ما اورد عليه : من أنّ الظنّ كاليقين في عدم الاجتماع مع الشك) فان الشهيد قال : «اليقين لا يجتمع مع الشك لكن الظن يجتمع مع الشك» ، فاورد عليه : أنّه كما لا يجتمع اليقين مع الشك ، كذلك لا يجتمع الظن مع الشك ، وذلك لان الظن معناه : رجحان احد الطرفين ، والشك معناه : تساوي الطرفين ، فلا يجتمعان.
واجيب : بأنّ مراده من الشك : الوهم.
ومن المعلوم : ان الظن والوهم على طرفي نقيض يجتمعان.
__________________
(١) ـ ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة : ص ٩٨.