ومع الشك في البقاء بمعنى الحكم به.
قلت : لا ريب في اتحاد متعلّقي الشك واليقين ، وكون المراد المضيّ على ذلك اليقين المتعلّق بما تعلّق به الشك.
والمفروض : أن ليس في السابق إلّا يقين واحد ، وهو : اليقين بعدالة
______________________________________________________
(ومع الشك في البقاء) وانه هل بقي على عدالته الى يوم السبت ام لا؟ (بمعنى الحكم به) اي : الحكم بالبقاء الى السبت ، اذ لا اعتبار بالشك ايضا ، فاين استعمال اللفظ في معنيين؟.
(قلت) : ان لفظ : المضي : ولفظ : الشك ، وان كان لهما معنى يصلح لشمول الفردين ، وينطبق على القاعدتين معا ، الّا ان ظاهر الاخبار : اعتبار اتحاد متعلقي اليقين والشك ، وهو يوجب التنافي بين المعنيين كما قال : (لا ريب في اتحاد متعلّقي الشك واليقين ، و) ذلك لوضوح : انه لو لا اتحاد متعلّقيهما كان الشك متعلّقا بشيء ، واليقين بشيء آخر ، ومعه لا يكون احدهما ناقضا للآخر ، حتى يشمله : «لا تنقض اليقين بالشك» (١).
وكذا لا ريب في (كون المراد) من المضي على اليقين ، وعدم الاعتناء بالشك هو : (المضيّ على ذلك اليقين المتعلّق بما تعلّق به الشك) فان عدالة زيد ـ مثلا ـ قد تعلق بها اليقين تارة ، وقد تعلق بها الشك اخرى. فالعدالة بنفسها هي متعلق اليقين وهي متعلق الشك ايضا ، فلا يعتنى بالشك فيها ، وإنّما يعتنى باليقين بها فقط.
هذا (والمفروض : أن ليس في السابق إلّا يقين واحد ، وهو : اليقين بعدالة
__________________
(١) ـ الكافي (فروع) : ج ٣ ص ٣٥١ ح ٣ ، تهذيب الاحكام : ج ٢ ص ١٨٦ ب ٢٣ ح ٤١ ، الاستبصار : ج ١ ص ٣٧٣ ب ٢١٦ ح ٣ ، وسائل الشيعة : ج ٨ ص ٢١٧ ب ١٠ ح ١٠٤٦٢.