مع أنّه كالأول في عدم اثباته الاستمرار.
وكيف كان : فلا مدرك لهذه القاعدة بهذا المعنى.
وربما فصّل بعض الأساطين بين ما إذا علم مدرك الاعتقاد بعد زواله وأنّه غير قابل للاستناد اليه وبين ما إذا لم يذكره ، كما إذا علم أنّه اعتقد في زمان بطهارة ثوبه أو نجاسته ، ثم غاب المستند وغفل زمانا ،
______________________________________________________
وعلى ايّ حال : فان هذا الاستدلال يعتمد على استدلال كاشف الغطاء الذي ادعى أصالة الصحة في جميع الموجودات حتى الاعتقاد وسيأتي نقله عنه إن شاء الله تعالى.
هذا (مع أنّه) اي : هذا الاستدلال (كالأول) اي : كالاستدلال الاول الذي توهّمه المستدل لاثبات المعنى الاول للقاعدة (في عدم اثباته الاستمرار) وإنّما يثبت ـ على فرض تسليم دلالته ـ : ان عدالة زيد في يوم الجمعة كانت صحيحة ، لا أن عدالته مستمرة الى يوم السبت ـ مثلا ـ.
(وكيف كان : فلا مدرك لهذه القاعدة) اي : قاعدة اليقين (بهذا المعنى) اي : بالمعنى الاول الذي هو الثبوت ثم البقاء.
(وربما فصّل بعض الأساطين) وهو كاشف الغطاء (بين ما إذا علم مدرك الاعتقاد بعد زواله) اي : بعد زوال الاعتقاد (وأنّه غير قابل للاستناد اليه) كما اذا اعتقد بعدالة زيد من إخبار عمرو وبكر ، ثم علم في يوم السبت ان عمروا وبكرا ليسا بعادلين حتى يكون خبرهما حجة ، ففي هذا المورد قال كاشف الغطاء بعدم جريان قاعدة اليقين فيه.
(وبين ما إذا لم يذكره ، كما إذا علم أنّه اعتقد في زمان بطهارة ثوبه أو نجاسته ، ثم غاب المستند) عن ذهنه بأن نسي مدرك اعتقاده (وغفل زمانا) ومدّة عن ذلك