وكذلك أصالة الصحة عند الشك في عمل نفسه بعد الفراغ وأصالة الصحة في عمل الغير.
وقد يعلم عدم كونه ناظرا الى الواقع وكاشفا عنه وأنّه من القواعد التعبّدية ، لكن يخفى حكومته مع ذلك على الاستصحاب ، لأنّا قد ذكرنا : أنّه قد يكون الشيء غير الكاشف منصوبا
______________________________________________________
(وكذلك أصالة الصحة عند الشك في عمل نفسه بعد الفراغ) منه ، مع اختفاء حيثية اعتبارها ، فان الانسان اذا عمل عملا ، ثم شك بعد الفراغ منه في انه هل أتى به صحيحا أو أتى به فاسدا؟ فانه سواء كان عبادة كالصلاة والصيام ، ام معاملة كالبيع والرهن ، فانه يحمل على الصحيح.
(و) كذا (أصالة الصحة في عمل الغير) حيث ورد : «ضع أمر أخيك على أحسنه» (١) والى غير ذلك ممّا يتردد في انه دليل أو اصل لاختفاء حيثية اعتباره.
هذا (وقد يعلم عدم كونه ناظرا الى الواقع و) لا (كاشفا عنه) اي : عن الواقع (و) إنّما يعلم (أنّه من القواعد التعبّدية ، لكن يخفى حكومته مع ذلك على الاستصحاب) فلا يعلم مع انه أصل تعبّدي هل هو حاكم على الاستصحاب او ليس بحاكم عليه؟.
وإنّما يخفى علينا مع ذلك (لأنّا قد ذكرنا : أنّه قد يكون الشيء غير الكاشف) كقاعدة التجاوز والفراغ ، او حتى الكاشف كالاستصحاب والقرعة (منصوبا
__________________
(١) ـ الكافي (اصول) : ج ٢ ص ٣٦٢ ح ٣ (بالمعنى) ، وسائل الشيعة : ج ١٢ ص ٣٠٢ ب ١٦١ ح ١٦٣٦١ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ١٢ ص ١٠.