والذي يقرب في نفسي عاجلا هو : الالتفات الى الشك ، وإن كان الظاهر من قوله عليهالسلام فيما تقدّم : «هو حين يتوضأ اذكر منه حين يشكّ» أنّ هذه القاعدة من باب تقديم الظاهر على الأصل ؛ فهو دائر مدار الظهور النوعي من العادة ،
______________________________________________________
هذا ، ولكن المصنّف قال : (والذي يقرب في نفسي عاجلا هو : الالتفات الى الشك) والعمل بقاعدة الاشتغال لا بقاعدة التجاوز ، وذلك حتى لا يضطر الى الالتزام بفروع لا يلتزم الفقهاء بها.
ثم أضاف المصنّف بعد ذلك قوله : (وإن كان الظاهر من قوله عليهالسلام فيما تقدّم : «هو حين يتوضأ اذكر منه حين يشك» (١) أنّ هذه القاعدة) هي أمارة ظنية عقلائية قرّرها الشارع (من باب تقديم الظاهر على الأصل) فإن بعض الفقهاء قال : ان الأصل لا حكم له مع الظاهر اذا كان الظاهر على خلافه ، مثل غسالة الحمّام ، حيث ان الظاهر نجاستها مع ان الاصل الطهارة ، ومثل ادّعاء الصرّاف تماميّة ما سلّمه الى صاحب النقد ، وادّعاء صاحب النقد النقص بعد ان استلم نقده منه وذهب ثم رجع حيث ان الظاهر التمامية ، بينما الاصل النقص ، الى غير ذلك من الامثلة.
وعليه : (فهو) اي : ما استظهرناه من تقديم الظاهر على الاصل (دائر مدار الظهور النوعي) فأين ما وجد ظهور نوعي لزم تقديمه على الاصل حتى وان كان ذلك الظهور النوعي حاصلا (من العادة) وكان التجاوز عنه تجاوزا عن المحل العادي.
__________________
(١) ـ تهذيب الأحكام : ج ١ ص ١٠١ ب ٤ ح ١٠٤ ، وسائل الشيعة : ج ١ ص ٤٧١ ب ٤٢ ح ١٢٤٩.