بمعنى : القربة في كلّ واجب ، وإنّما تدلّ على وجوب عبادة الله خالصة عن الشرك وبعبارة اخرى وجوب التوحيد ، كما أوضحنا ذلك في باب النيّة من الفقه ـ أنّ الآية إنّما تدلّ على اعتبار الاخلاص ، في واجباتهم فان وجبت علينا ، وجب فيها الاخلاص
______________________________________________________
بمعنى : القربة في كلّ واجب) من فروع الدين حتى يكون الأصل في الواجبات الفرعية هو التعبّدية (وإنّما تدلّ) الآية (على وجوب عبادة الله خالصة عن الشرك) بالله ، وهو معنى التوحيد ، فالآية إذن تدل على أصل من اصول الدين وهو التوحيد في العبادة.
(وبعبارة اخرى) : الآية تدل على أحد أركان اصول الدين فقط وهو (وجوب التوحيد ، كما أوضحنا ذلك في باب النيّة من الفقه) في كتاب الطهارة.
إذن : فليس معنى الآية المباركة هو : أصالة التعبّدية في كل واجب إلّا ما خرج ، ولا وجوب الاخلاص في العبادات ، بل تدل الآية على معنى ثالث وهو : لزوم التوحيد ، فلا يستفاد الاستصحاب من الآية ، وذلك لأن المعنيين الأولين لا دلالة للآية عليهما ، والمعنى الثالث وهو عدم الشرك بالله فانه ثابت بالنسبة إلينا ، فلا حاجة إلى الاستصحاب.
الثاني : سلّمنا ان الآية ليست بصدد المعنى الثالث ، لكن نقول : ترتيب المحمول وهو : الاخلاص فرع على إحراز الموضوع وهو : كون الواجب عبادة ، وذلك (أنّ الآية إنّما تدلّ على اعتبار الاخلاص في واجباتهم) العبادية (فان وجبت) تلك العبادات كالصلاة والصوم والحج والزكاة وما أشبه ذلك (علينا ، وجب فيها الاخلاص) علينا أيضا.