ومرجع ذلك إلى كونها لطفا.
ولا ينافي ذلك كون بعضها بل كلّها توصّليّا لا يعتبر في سقوطه قصد القربة.
______________________________________________________
حصولهم على الاخلاص لله سبحانه وتعالى ، مثل : إيجاب التمرينات الرياضية على الناس لأجل حصولهم على القوة الجسدية ـ مثلا ـ.
(ومرجع ذلك) أي : ما ذكرناه من قولنا : ومقتضاه ان تشريع الواجبات لأجل تحقق العبادة على وجه الاخلاص (إلى كونها) أي : كون الواجبات (لطفا) من الله تبارك وتعالى على عباده ، وذلك حسب ما فهمه المصنّف من هذه الآية المباركة.
وعليه : فان الله تعالى أراد أن يتقرّب إليه عبادة قربا معنويا ، وحيث ان ذلك القرب لا يحصل إلّا بالاخلاص النفسي ، والاخلاص النفسي لا يحصل إلّا بالعبادة ، أوجب عليهم العبادة لحصول الاخلاص ، وأراد الاخلاص لحصول القرب المعنوي إليه ، فهو كما إذا أراد الملك الغلبة على أعدائه ، والغلبة لا تحصل إلّا بالقوة الجسدية لأفراد جيشه والقوة الجسدية لا تحصل فيهم إلّا بالتمرينات الرياضية في كل يوم ، فيوجب عليهم الرياضة كل يوم ويقول : ما أمرتهم بالرياضة إلّا لأجل الغلبة على الأعداء.
(و) من المعلوم : انه (لا ينافي ذلك) الذي ذكرناه : من الواجبات لغاية الحصول على الاخلاص (كون بعضها) أي : بعض الواجبات (بل كلّها توصّليّا) كتطهير النجس ـ مثلا ـ ممّا (لا يعتبر في سقوطه قصد القربة) فان القرب منه سبحانه يحصل بالاخلاص ، والاخلاص يحصل بالواجبات ، فمن أين يستدل بهذه الآية على وجوب قصد القربة في كل واجب حتى يقال بأصالة التعبّدية