وهذا معنى الحكومة ، كما سيجيء في باب التعارض.
ولا فرق فيما ذكرنا بين الشبهة الحكميّة والموضوعية ، بل الآمر في الشبهة الموضوعية أوضح ، لأنّ الاستصحاب الجاري فيها جار في الموضوع ، فيدخل في الموضوع المعلوم الحرمة.
مثلا : استصحاب عدم ذهاب ثلثي العصير عند الشك في بقاء حرمته لأجل
______________________________________________________
فإنّ استصحاب الحرمة يفيد : أن هذا الشك ليس بشك ، وان قوله : «كل شيء مطلق» لا يعم هذا المورد ، فيكون الاستصحاب حاكما على البراءة (وهذا) هو (معنى الحكومة ، كما سيجيء في باب التعارض) إن شاء الله تعالى : من ان الحكومة هي : كون دليل موسّعا لدليل أو مضيّقا له.
هذا (ولا فرق فيما ذكرنا) من حكومة الاستصحاب (بين الشبهة الحكميّة) كما تقدّم في مثال : الشكّ في حصول الطهارة والحلية بذهاب الثلثين بالهواء ، أو البقاء على الحرمة والنجاسة (و) بين الشبهة (الموضوعية) كما إذا شككنا في ذهاب الثلثين وعدم ذهابهما ، وذلك فيما إذا كان الموضوع العرفي باقيا ، فانه يستصحب عدم ذهاب الثلثين.
(بل الآمر) أي : الحكومة (في الشبهة الموضوعية أوضح) من الشبهة الحكمية (لأنّ الاستصحاب الجاري فيها) أي : في الشبهة الموضوعية (جار في الموضوع) فيستصحب بقاء الموضوع السابق (فيدخل في الموضوع المعلوم الحرمة) وإذا دخل فيه ، فلا يبقى شك في الحكم حتى يقال : بجريان أصل الحل أو أصل البراءة.
(مثلا : استصحاب عدم ذهاب ثلثي العصير عند الشك في بقاء حرمته لأجل