الله سبحانه يكشف ارض الحركة كلها لرسوله ص وآله. ومن معه من المؤمنين الخلص. هذا الكشف النهائي الكامل قرب نهاية المطاف في الجولة الاولى لهذا الدين في موطنه الاول. قبل ان ينطلق الى الارض كلها. باعلانه العام بالعبودية لله وحده والدينونة له وحده. وتحرير الانسان من عبادة المخلوقين (وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)
(وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنا إِلاَّ الْحُسْنى وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (١٠٧)
لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (١٠٨) أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللهِ وَرِضْوانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (١٠٩) لا يَزالُ بُنْيانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (١١٠))
البيان : هذا المسجد ـ مسجد ضرار ـ الذي اتخذ على عهد رسول الله ص وآله. مكيدة للاسلام والمسلمين. لا يراد به الا الاضرار بالمسلمين. والا الكفر بالله عزوجل. والا ستر المتآمرين على الجماعة المسلمة. الكائدين لها في الظلام. والا التعاون مع الاعداء هذا المسجد ما يزال يتخذ في صور شتى. ظاهره للاسلام وباطنه لسحق الاسلام.
والتعبير القرآني الفريد يرسم هنا صورة حافلة بالحركة. تنبىء عن مصير كل مسجد ضرار يقام الى جوار مسجد التقوى ويراد به ما اريد بمسجد الضرار. وتكشف عن نهاية كل محاولة خادعة تخفي وراءها نية خبيثة. وتطمئن العاملين المتطهرين من كل كيد يراد بهم مهما ليس اصحابه مسوحا للمصلحين. (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللهِ وَرِضْوانٍ خَيْرٌ).