أُوْلئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (٥) وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ (٦)
إِذْ قالَ مُوسى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ ناراً سَآتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (٧) فَلَمَّا جاءَها نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَها وَسُبْحانَ اللهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٨) يا مُوسى إِنَّهُ أَنَا اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٩) وَأَلْقِ عَصاكَ فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يا مُوسى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (١٠))
البيان : طا. سين. الاحرف المقطعة للتنبيه على المادة الاولية ، التي تتألف منها هذه السور. وهي متاحة لجميع الناطقين بالعربية. وهم عاجزون على أن يؤلفوا منها كتابا كهذا القرآن الخالد (تِلْكَ آياتُ الْقُرْآنِ وَكِتابٍ مُبِينٍ) والقرآن هو نفسه. وذكره بهذه الصفة هنا يبدو لنا انه للموازنة الخفية بين استقبال المشركين للكتاب المنزل عليهم من عند الله. واستقبال ملكة سبأ وقومها للكتاب الذي أرسله اليهم سليمان بن داود (ع) وهو عبد من عباد الله.
(هُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ). فالتعبير القرآني على هذا النحو يجعل مادة القرآن وماهيته هدى وبشر للمؤمنين. والقرآن يمنح المؤمنين هدى في كل فج. وكل طريق. لما يطلع عليهم بالبشرى في الحياتين الاولى والآخرة.
وفي تخصيص المؤمنين بالهدى والبشرى تكمن حقيقة عميقة. ان القرآن ليس كتاب علم نظري. أو تطبيقي ينتفع به كل من يقرؤه. ويستوعب ما فيه. انما القرآن كتاب يخاطب القلب أول ما يخاطب. ويسكب نوره. وعطره في القلب المفتوح. الذي يتلقاه بالايمان واليقين. وكلما كان القلب نديا بالايمان. زاد تذوقه لحلاوة القرآن ، وأدرك من معانيه وتوجيهاته. ما لا يدركه منه القلب الصلد الجاف.