والتصديق بهم جري وراء الاوهام والاكاذيب فمن صدقهم وراجعهم شاركهم في وزرهم وآثامهم.
فجاء القرآن المجيد يبين لهم في هذه الآية ان منهج محمد ص وآله. ومنهج القرآن غير منهج الشعراء والكهان والمشعبين. فان هذا القرآن على منهج واضح مستقيم. ويسير في طريق صالح مستقيم والرسول ص وآله لا يقول قولا ينقضه غدا. ولا يتبع الأهواء. فمنهج رسول الله. ومنهج الشعراء مختلفان متباينان. ولا ادنى مشابهة بينهما (وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ ..)
وهم يقولون ما لا يفعلون. لانهم يعيشون في عوالم من صنع خيالهم وأهوائهم .. وأوهامهم. ان طبيعة الاسلام ـ وهو منهج حياة كامل. معد للتنفيذ في واقع الحياة. وهو حركة ضخمة في الضمائر لمكنونة. أن طبيعة الاسلام تباين طبيعة الشعراء. والاسلام يدعو الناس الى حقائق ملموسة. ومع هذا فان الاسلام لا يحارب الشعر مطلقا بل يحارب الباطل منه ويحبذ الحق والصدق منه الذي يقوله المؤمنون في بيان الحقائق. ويمدحون اهل الخير. ويذمون اهل الشر والباطل.
ـ ٢٧ ـ سورة النمل وآياتها (٩٥) خمس وتسعون آية
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. طس تِلْكَ آياتُ الْقُرْآنِ وَكِتابٍ مُبِينٍ (١) هُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ (٢) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (٣) إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ (٤)