ـ ١٣ ـ سورة الرعد ـ وعدد آياتها ـ ٤٤ ـ اربع وأربعون آية
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ: المر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (١) اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (٢))
البيان : الف. لام. ميم. را (تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ) آيات القرآن تدل على انها من عند الله. وان هذا الكتاب هو من صنع الخالق ولو ان للمخلوقين دخل فيه لاستطاعوا ان يردوا على تحديه لهم (وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ). الحق الخالص الذي لا يتلبس بالباطل. والذي لا يحتمل الشك والتردد وتلك الاحرف آيات على انه الحق فهي آيات على انه من عند الله العزيز الحكيم. ولا يكون ما عند الله الا حق لا ريب فيه.
(وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ) : وتبدأ الريشة المعجزة في رسم المشاهد بعد هذه الايات الضخام. (الله رفع السماوات بغير عمد ترونها) فالسموات معروضة على الانظار في هولها العجيب. ونظامها الدقيق. ولا شك حين يخلو الناس الى تأملها لحظة. وهي هكذا لا تستند الى اي شيء مرفوعة (بِغَيْرِ عَمَدٍ).
هذه هي اللمسة الاولى للوجدان الانساني وهو يقف امام هذا المشهد الهائل يتملاه. ويدرك انه ما من احد يقدر على رفعها الا خالقها العظيم. ومن هذا المنظر الهائل الذي يراه الناس الى المغيب الهائل الذي تتقاصر دونه المدارك والابصار ومن الاستعلاء المطلق الى تسخير الشمس والقمر. (كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى) والى حدود مرسومة ووفق ناموس مقدر. سواء في جريانهما في فلكيهما دروة سنوية ودورة يومية. او جريانهما في مداريهما لا يتعديانه ولا ينحرفان عنه قيد شعرة. او جريانهما هذا الامد الطويل قبل وبعد (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ) الامر كله على هذا