ـ ٩ ـ سورة التوبة ـ عدد آياتها ـ مائة وتسع وعشرون آية
(بَراءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١) فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ وَأَنَّ اللهَ مُخْزِي الْكافِرِينَ (٢)
وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٣) إِلاَّ الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (٤))
البيان : هذه الآيات ـ وما بعدها ـ نزلت تحدد العلاقات النهائية بين المجتمع الاسلامي الذي استقر وجوده في المدينة وفي الجزيرة العربية .. وبين بقية المشركين في الجزيرة الذين لم يدخلوا في هذا الدين سواء منهم من كان له عهد مع رسول الله ص وآله. فنقضه حينما لاح له ان مواجهة المسلمين للروم ـ حين توجهوا لمقابلتهم في تبوك ستكون فيها القاضية على المسلمين والاسلام. او لم يكن له عهد ولكنه لم يتعرص للمسلمين من قبل بسوء.
واسلوب هذه الآيات وايقاع التعبير فيها يأخذ شكل الاعلان العام ورنينه العالي فيتناسق اسلوب التعبير وايقاعه مع موضوعه والجو الذي يحيط بهذا الموضوع.
ثم تأتي بعد الاعلان العام البيانات والمخصصات والشروح لهذا الاعلان (فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ) فهذا بيان للمهلة التي اجل الله المشركين اليها : اربعة اشهر يسيرون في الارض وينتقلون آمنين حتى اؤلئك الذين نقضوا عهدهم عند اول بادرة لاحت لهم.
والمؤمنون لن ينقلبوا الى اهليهم من تبوك. وان الروم سيأخذونهم اسرى كما توقع المرجفون في المدينة والمنافقون. ومتى كان ذلك. كان بعد فترة طويلة من العهود التي ما تكاد تبرم حتى تنقض. وفي العصر