البغي والاغراء .. فهو دعاء من يئس من صلاح هذه القلوب. ومن ان تكون لها توبة او انابة.
(وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٩٠) آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (٩١) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آياتِنا لَغافِلُونَ (٩٢)
وَلَقَدْ بَوَّأْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جاءَهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (٩٣))
البيان : انه الموقف الحاسم والمشهد الاخير في قصة التحدي والتكذيب. والسياق يعرضه مختصرا مجملا. لأن الغرض من سياق هذه الحلقة من القصة. في هذه السورة هو بيان هذه الخاتمة. بيان رعاية الله وحمايته لأوليائه. وانزال العذاب والهلاك بأعدائه. الذين يغفلون عن آياته الكونية والحيوانية والانسانية. والنباتية. وآياته مع رسله حتى تأخذهم الآية الأخيرة التي لا ينفع بعدها ندم ولا توبة. وهو مصداق ما سبق من وعيد المكذبين. (آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ) : الآن حيث لا اختيار ولا فرار. وقد تماديت بالعصيان والاجرام (وَلَقَدْ بَوَّأْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ) : والمبوأ : مكان الاقامة الامين واضافته الى الصدق تزيده امانا وثباتا واستقرارا. ولقد طاب المقام فترة لبني اسرائيل بعد تجارب طويلة. حتى فسقوا عن أمر الله فحرمت عليهم طيبات احلت لهم وابتلاهم الله بأنواع البلايا جزاء لهم (إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ).
(فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ (٩٤) وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخاسِرِينَ (٩٥) إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ (٩٦) وَلَوْ جاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ (٩٧))